قَوْلُهُ تَعالى: هُوَ الأقْدَسُ الأبهى
يا إِلهِيْ لَكَ الحَمْدُ بِما طَلَعَ فَجْرُ عِيْدَكَ الرِّضْوانِ وَفازَ فيْهِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ يا رَبَّنا الرَّحْمنَ كَمْ مِنْ أَحِبّائِكَ يا إِلهيْ يَرْكُضُوْنَ فيْ بَرِّ الشَّامِ شَوْقًا لِجَمَالِكَ وَمُنِعُوْا عَنِ الوُرُوْدِ فيْ سَاحَةِ عِّزِ أحَديَّتِكَ بِما اكْتَسَبَتْ أَياديْ أعْدَائِكَ مِنَ الَّذيْنَ كَفَرُوا بِكَ وَبِسُلْطانِكَ أَيْ رَبِّ فانْظُرْ طُغاةَ بَرِيَّتِكَ بِلِحاظِ قَهْرِكَ وَعِزَّتِكَ قَدْ بَلَغُوا فِي الظُّلْمِ إِلَى مَقامٍ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أنْ يُحْصيَهُ إِلاّ نَفْسُكَ العَلِيْمُ قدْ رَضَوْا أَحِبَّتُكَ بِالسِّجْنِ والدُّخُوْلِ فيْهِ وهُمْ لا يَرْضَوْنَ بِذَلِكَ بَغْيًا عَلَى مَظْهَرِ أَمْرِكَ طُوْبى لِبَصِيْرٍ يَرى فيْ كُلِّ ما يَرِدُ عَلَيْهِ فيْ سَبِيْلِكَ عُلُوَّ مَقامِهِ وَإِعْلاءَ أَمْرِكَ يا إِلهَ العالَميْنَ وَعِزَّتِكَ لَوْ يجْتَمِعُنَّ مَنْ عَلَى الأرْضِ كُلِّها عَلى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَهاءِ لا يَقْدِرُنَّ لأَنَّ كُلَّ ما يَرَوْنَهُ ضُرًّا لأَصْفِيائِكَ إِنَّهُ نُوْرٌ لَهُمْ وَنارٌ لأَعْدائِكَ لَوْلا اسْتَقَرَّ مَطْلَعُ قَيُّومِيَّتِكَ فيْ السِّجْنِ الأَعْظَمِ كَيْفَ يَنْتَشِرُ أَمْرُكَ وَيظْهَرُ سُلْطانُكَ ويَعْلَنُ اقْتِدارُكَ وَيُبَرْهَنُ آياتُكَ حَمَلْتُ كلَّ البلايا عَلى نَفْسيْ حُبًّا لَكَ وَلِخَلْقِكَ أَيْ رَبِّ فَافْتَحْ عُيُوْنَ عِبادِكَ لِيَرَوْنَكَ فيْ كُلِّ الأَحْوالِ مُسْتِويًا عَلَى عَرْشِ عَظَمَتِكَ وَمُهَيْمِنًا عَلَى مَنْ فيْ أَرْضِكَ وَسَمائِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَديْرُ.
– 12 –
الحور العجاب
نَسْتُرُ أَسْرَارَ اللهِ مِنَ الصَّحَائِفِ وَالكِتَابِ وَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ مِنْ عَزِيزٍ وَهَّابٍ وَلَنْ تَجِدُونِي إِلَّا إِذَا ظَهَرَ الْمُوعُودُ فِي يوْمِ الإِيَابِ وَعَمْرِي إِنَّ هَذَا لَذُلٌّ عُجَابٌ
– 13 –
قَوْلُهُ تَعالى: هُوَ الأقْدَسُ الأبهى
يا إِلهِيْ لَكَ الحَمْدُ بِما طَلَعَ فَجْرُ عِيْدَكَ الرِّضْوانِ وَفازَ فيْهِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ يا رَبَّنا الرَّحْمنَ كَمْ مِنْ أَحِبّائِكَ يا إِلهيْ يَرْكُضُوْنَ فيْ بَرِّ الشَّامِ شَوْقًا لِجَمَالِكَ وَمُنِعُوْا عَنِ الوُرُوْدِ فيْ سَاحَةِ عِّزِ أحَديَّتِكَ بِما اكْتَسَبَتْ أَياديْ أعْدَائِكَ مِنَ الَّذيْنَ كَفَرُوا بِكَ وَبِسُلْطانِكَ أَيْ رَبِّ فانْظُرْ طُغاةَ بَرِيَّتِكَ بِلِحاظِ قَهْرِكَ وَعِزَّتِكَ قَدْ بَلَغُوا فِي الظُّلْمِ إِلَى مَقامٍ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أنْ يُحْصيَهُ إِلاّ نَفْسُكَ العَلِيْمُ قدْ رَضَوْا أَحِبَّتُكَ بِالسِّجْنِ والدُّخُوْلِ فيْهِ وهُمْ لا يَرْضَوْنَ بِذَلِكَ بَغْيًا عَلَى مَظْهَرِ أَمْرِكَ طُوْبى لِبَصِيْرٍ يَرى فيْ كُلِّ ما يَرِدُ عَلَيْهِ فيْ سَبِيْلِكَ عُلُوَّ مَقامِهِ وَإِعْلاءَ أَمْرِكَ يا إِلهَ العالَميْنَ وَعِزَّتِكَ لَوْ يجْتَمِعُنَّ مَنْ عَلَى الأرْضِ كُلِّها عَلى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَهاءِ لا يَقْدِرُنَّ لأَنَّ كُلَّ ما يَرَوْنَهُ ضُرًّا لأَصْفِيائِكَ إِنَّهُ نُوْرٌ لَهُمْ وَنارٌ لأَعْدائِكَ لَوْلا اسْتَقَرَّ مَطْلَعُ قَيُّومِيَّتِكَ فيْ السِّجْنِ الأَعْظَمِ كَيْفَ يَنْتَشِرُ أَمْرُكَ وَيظْهَرُ سُلْطانُكَ ويَعْلَنُ اقْتِدارُكَ وَيُبَرْهَنُ آياتُكَ حَمَلْتُ كلَّ البلايا عَلى نَفْسيْ حُبًّا لَكَ وَلِخَلْقِكَ أَيْ رَبِّ فَافْتَحْ عُيُوْنَ عِبادِكَ لِيَرَوْنَكَ فيْ كُلِّ الأَحْوالِ مُسْتِويًا عَلَى عَرْشِ عَظَمَتِكَ وَمُهَيْمِنًا عَلَى مَنْ فيْ أَرْضِكَ وَسَمائِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَديْرُ.
– 14 –
قَوْلُهُ تَعَالى: بِسْمِ اللهِ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ بِهَذَا الْيَوْمِ وَبِالَّذِي ظَهَرَ فِيهِ بِسَلْطَنَتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَاقْتِدَارِكَ وَبِدُمُوعِ الْعَاشِقِينَ فِي هَجْرِكَ وَفِرَاقِكَ وَبِاحْتِرَاقِ أَفْئِدَةِ الْمُشْتَاقِينَ فِي شَوْقِهِمْ وَاشْتِيَاقِهِمْ إِلَى جَمَالِكَ، بِأَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ مَا يَنْبَغِي لِجَمَالِكَ وَيَلِيقُ لِكَرَمِكَ وَإِحْسَانِكَ، أَيْ رَبِّ نَحْنُ فُقَرَاءُ قَدِ انْقَطَعْنَا عَنْ دُونِكَ وَتَوَجَّهْنَا إِلَى مَخْزَنِ غَنَائِكَ وَهَرَبْنَا عَنِ الْبُعْدِ رَجَاءً لِقُرْبِكَ، فَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ سَمَاءِ مَشِيئَتِكَ مَا يَجْعَلُنَا مُطَهَّرِينَ عَنِ الدُّنْيَا وَشُؤُونِاتِهَا وَمُطَرَّزِينَ بِطِرَازِ مَا أَرَدْتَهُ لَنَا بِفَضْلِكَ وَإِعْطَائِكَ، ثُمَّ أَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَخْزَنَ عِلْمِكَ وَمَعْدِنَ وَحْيِكَ وَمَنْبَعَ إِلْهَامِكَ وَبِهِ فَصَّلْتَ وَأَلَّفْتَ بَيْنَ الْمُوَحِّدِينَ وَالْمُشْرِكِينَ بِأَنْ تُلْبِسَنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ خِلَعَ هِدَايَتِكَ وَأَثْوَابَ مَكْرُمُتِكَ، ثُمَّ اجْعَلْنَا قَائِمِينَ عَلَى أَمْرِكَ وَنَاصِرِينَ لِدِينِكَ وَنَاطِقِينَ بِاسْمِكَ بَيْنَ أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ لِيُمْلأَ الآفَاقُ مِنْ بَدَائِعِ ذِكْرِكَ وَيَسْتَضِيءَ الْوُجُوهُ مِنْ أَنْوَارِ وَجْهِكَ، أَيْ رَبِّ نَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ فِي عُلُوِّ الارْتِفَاعِ عَلَى مَقَامٍ انْقَطَعَ عَنْهُ أَفْئِدَةُ الْعَارِفِينَ مِنْ عِبَادِكَ وَلا تَزَالُ تَكُونُ فِي سُمُوِّ الامْتِنَاعِ عَلَى شَأْنٍ لَنْ يَطِيرَ إِلَى هَوَاءِ عِرْفَانِكَ طُيُورُ قُلُوبِ الْمُخْلِصِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، أَيْ رَبِّ يَشْهَدُ كُلُّ شَيْءٍ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَكُلُّ مَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ ذِكْرُ الْوُجُودِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُودِ بِفَرْدَانِيَّتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي قَدَّسْتَ نَفْسَكَ عَنْ عِرْفَانِ مَا سِوَاكَ وَنَزَّهْتَ ذَاتَكَ عَنْ ذِكْرِ مَا دُونَكَ، وَمَا خُلِقَ فِي الإِبْدَاعِ مِنَ الْمَعَانِي وَالأَلْفَاظِ كُلُّهَا يَرْجِعُ إِلَى الْكَلِمَةِ الَّتِيْ جَرَتْ مِنْ قَلَمِ أَمْرِكَ وَإِصْبَعِ تَقْدِيرِكَ، كُلُّ ذِي عَظَمَةٍ مَفْقُودٌ عِنْدَ عَظَمَتِكَ وَكُلُّ ذِي شَوْكَةٍ فَانٍ لَدَى ظُهُورَاتِ عِزِّ شَوْكَتِكَ، أَيْ رَبِّ تَرَى أَحِبَّاءَكَ بَيْنَ أَشْقِيَاءِ خَلْقِكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ سُعِّرَتْ نَارُ غَضَبِكَ وَالْتَهَبَ شُوَاظُ قَهْرِكَ بِأَنْ تَأْخُذَ الَّذِينَ هُمْ ظَلَمُوا عَلَى أَحِبَّتِكَ، ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَا نَرْجُو مِنْ بَدَائِعِ فَضْلِكَ وَأَلْطَافِكَ وَلا تَجْعَلْنَا مَحْرُومِينَ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَيْكَ وَالإِقْبَالِ إِلَى حَرَمِ عِزِّ تَوْحِيدِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الَّذِيْ شَهِدَ بِقُدْرَتِكَ كُلُّ الذَّرَّاتِ فِي أَزَلِ الآزَالِ وَيَشْهَدَنَّ بِعَظَمَتِكَ كُلُّ الْمُمْكِنَاتِ، إِنَّكَ أَنْتَ رَبُّ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَمَالِكُ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيزُ الْمُسْتَعَانُ.
– 19 –
هُوَ اللّٰهُ
سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ یَا إِلَهِي هَذَا یَوْمٌ مِنْ أَیَّامِ عِیْدِکَ الرِّضْوَانِ وَفِیْهِ زُیِّنَ مَحَلٌّ مِنَ السِّجْنِ لِظُهُورِ جَمَالِکَ إِجَابَةً لِمَنْ حَمَلَهُ الشَّوْقُ عَلَی اسْتِدْعَائِکَ لَکَ الْحَمْدُ بِمَا أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ السِّجْنِ فِي هَذَا الْیَوْمِ بِتَجَلِّيٍ اسْتَضَآءَ مِنْهُ الْآفَاقُ فَضْلاً مِنْ عِنْدِکَ عَلَی مَنْ فِي ظِلِّکَ وَحَوْلِکَ وَفِیْهِ فَتَحْتَ اللِّسَانَ بِالْبَیَانِ وَنَثَرْتَ لَئَالِيَ الْمَعَانِي وَالْبَیَانِ عَلَی أَهْلِ الْأَکْوَانِ أَيْ رَبِّ فَاَحْيِ بِهَذَا الْکَأْسِ مَنْ عَلَی الْأَرْضِ کُلِّهَا وَقَدِّرْ لِأَهْلِ الْبَهَآءِ الَّذِیْنَ أَرَادُوا وَجْهِکَ وَمُنِعُوا بِمَا اکْتَسَبَتْ أَیْدِيْ أَعْدَائِکَ مَا هُوَ خَیْرٌ لَهُمْ یَا سُلْطَانَ الْأَسْمَآءِ وَمَالِکَ الْأَرْضِ وَالسَّمَآءِ ثُمَّ اجْعَلْ لَهُمْ نَصِیبًا مِنْ فُیُوضَاتِ تِلْکَ الْأَیَّامِ الَّتِي فِیْهَا اسْتَعْلَی کُلُّ دَانٍ وَاسْتَجْمَلَ کُلُّ مُقْبِلٍ وَاشْتَعَلَ کُلُّ مَخْمُودٍ وَاسْتَغْنَی کُلُّ فَقِیرٍ وَاسْتَهَلَّ کُلُّ قَاصِدٍ أَيْ رَبِّ لَکَ الْحَمْدُ بِمَا اخْتَصَصْتَ أَحِبَّتَکَ وَاخْتَرْتَهُمْ مِنْ بَیْنِ بَریَّتِکَ وَیَکُونُ طَرْفُکَ نَاظِرًا إِلَیْهِمْ مِنْ هَذَا الْمَقٰامِ الَّذِي فِیْهِ سُجِنَ هَیْکَلُ أَمْرِکَ أَيْ رَبِّ لَا تَمْنَعْهُمْ عَمَّا عِنْدَکَ ثُمَّ اجْذِبْ قُلُوبَهُمْ مِنْ نَفَحَاتِ وَحْیِکَ عَلَی شَأْنٍ یَجْعَلُهُمْ مُنْقَطِعًا عَمَّا سِوَاکَ وَمُقْبِلاً إِلَی شَطْرِ فَضْلِکَ وَإِحْسَانِکَ إِنَّکَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَی مَا تَشَآءُ وَإِنَّکَ عَلَی کُلَّ شَيءٍ قَدِیرٌ وَالْحَمْدُ لَکَ یَا مَقْصُودَ الْعَالَمِیْنَ.