۱۴
(http://www.bahai.org/fa/library/authoritative-texts/bahaullah/gleanings-writings-bahaullah/)
یا قلم الأعلی قد اتی ربیع البیان بما تقرّب عید الرّحمن قم بین ملإ الانشآء بالذّکر و الثّنآء علی شأن یجدّد به قمیص الامکان و لا تکن من الصّامتین قد طلع نیّر الابتهاج من افق سمآء اسمنا البهّاج بما تزیّن ملکوت الأسمآء باسم ربّک فاطر السّمآء قم بین الأمم بهذا الاسم الأعظم و لا تکن من الصّابرین
انّا نراک متوقّفاً علی اللّوح هل اخذتک الحیرة من انوار الجمال او الأحزان بما سمعت مقالات اهل الضّلال ایّاک ان یمنعک شیء عن ذکر هذا الیوم الّذی فیه فکّ رحیق الوصال باصبع القدرة و الجلال و دعی من فی السّموات و الأرضین أخترت الاصطبار بعدما وجدت نفحات ایّام الله ام کنت من المحتجبین
یا مالک الأسمآء و فاطر السّمآء لست محتجباً من شؤونات یومک الّذی اصبح مصباح الهدی بین الوری و آیة القدم لمن فی العالم لو کنت صامتاً هذا من حجبات خلقک و بریّتک و لو کنت ساکناً انّه من سبحات اهل مملکتک تعلم ما عندی و لا اعلم ما عندک انّک انت العلیم الخبیر واسمک المهیمن علی الأسمآء لو جآءنی امرک المبرم الأعلی لأحییت من علی الأرض بالکلمة العلیا الّتی سمعتها من لسان قدرتک فی ملکوت عزّک و بشّرتهم بالمنظر الأبهی مقام فیه ظهر المکنون باسمک الظّاهر المهیمن القیّوم
یا قلم هل تری الیوم غیری این الأشیآء و ظهوراتها و این الأسمآء و ملکوتها و البواطن و اسرارها و الظّواهر و آثارها قد اخذ الفنآء من فی الانشآء و هذا وجهی الباقی المشرق المنیر
هذا یوم لا یری فیه الّا الأنوار الّتی اشرقت و الاحت من افق وجه ربّک العزیز الکریم قد قبضنا الأرواح بسلطان القدرة و الاقتدار و شرعنا فی خلق بدیع فضلاً من عندنا و انا الفضّال القدیم
هذا یوم فیه یقول اللّاهوت طوبی لک یا ناسوت بما جعلت موطأ قدم الله و مقرّ عرشه العظیم و یقول الجبروت نفسی لک الفدآء بما استقرّ علیک محبوب الرّحمن باسمه الّذی به وعد ما کان و ما یکون هذا یوم فیه تعطّر کلّ عطر من عطر قمیصی الّذی تضوّع عرفه بین العالمین هذا یوم فیه فاض بحر الحیوان من فم مشیّة الرّحمن هلمّوا و تعالوا یا ملأ الأعلی بالأرواح و القلوب
قل هذا مطلع الغیب المکنون لو انتم من العارفین و هذا مظهر الکنز المخزون ان انتم من القاصدین و هذا محبوب ما کان و ما یکون لو انتم من المقبلین
یا قلم انّا نصدّقک فیما اعتذرت به فی الصّمت ما تقول فی الحیرة الّتی نراک فیها
یقول انّها من سکر خمر لقائک یا محبوب العالمین
قم بشّر الامکان بما توجّه الرّحمن الی الرّضوان ثمّ اهد النّاس الی الجنّة الّتی جعلها الله عرش الجنان انّا جعلناک الصّور الأعظم لحیاة العالمین
قل تلک جنّة رقم علی اوراق ما غرس فیها من رحیق البیان قد ظهر المکنون بقدرة و سلطان انّها لجنّة تسمع من حفیف اشجارها یا ملأ الأرض و السّمآء قد ظهر ما لا ظهر من قبل و اتی من کان غیباً مستوراً فی ازل الآزال و من هزیز اریاحها قد اتی المالک و الملک لله و من خریر مائها قد قرّت العیون بما کشف الغیب المکنون عن وجه الجمال ستر الجلال
و نادت فیها الحوریّات من اعلی الغرفات ان ابشروا یا اهل الجنان بما تدقّ انامل القدم النّاقوس الأعظم فی قطب السّمآء باسم الأبهی و ادارت ایادی العطآء کوثر البقآء تقرّبوا ثمّ اشربوا هنیئاً لکم یا مطالع الشّوق و مشارق الاشتیاق
هذا یوم فیه طلع مطلع الأسمآء من سرادق الکبریآء منادیاً بین الأرض و السّمآء یا اهل الرّضوان دعوا کؤوس الجنان و ما فیها من الکوثر الحیوان لأنّ اهل البهآء دخلوا جنّة اللّقآء و شربوا رحیق الوصال من کأس جمال ربّهم الغنیّ المتعال
یا قلم دع ذکر الانشآء و توجّه الی وجه ربّک مالک الأسمآء ثمّ زیّن العالم بطراز الطاف ربّک سلطان القدم لأنّا نجد عرف یوم فیه تجلّی المقصود علی ممالک الغیب و الشّهود بأسمائه الحسنی و شموس الطافه الّتی ما اطّلع بها الّا نفسه المهیمنة علی من فی الابداع
لا تنظر الخلق الّا بعین الرّأفة و الوداد لأنّ رحمتنا سبقت الأشیآء و احاط فضلنا الأرضین و السّموات هذا یوم فیه یسقی المخلصون کوثر اللّقآء و المقرّبون سلسبیل القرب و البقآء و الموحّدون خمر الوصال فی هذا المآل الّذی فیه ینطق لسان العظمة و الاجلال الملک لنفسی و انا المالک بالاستحقاق
اجتذب القلوب بندآء المحبوب قل هذا لحن الله لو انتم تسمعون و هذا مطلع وحی الله لو انتم تعرفون و هذا مشرق امر الله لو انتم توقنون و هذا مبدأ حکم الله لو انتم تنصفون هذا لهو السّرّ الظّاهر المستور لو انتم تنظرون قل یا ملأ الانشآء دعوا ما عندکم باسمی المهیمن علی الأسمآء و اغتمسوا فی هذا البحر الّذی فیه سترت لآلئ الحکمة و التّبیان و تموّج باسمی الرّحمن کذلک یعلّمکم من عنده امّ الکتاب
قد اتی المحبوب و بیده الیمنی رحیق اسمه المختوم طوبی لمن اقبل و شرب و قال لک الحمد یا منزل الآیات تالله ما بقی من امر الّا و قد ظهر بالحقّ و ما من نعمة الّا و قد نزلت بالفضل و ما من کوثر الّا و قد ماج فی الکأوب و ما من قدح الّا و قد اداره المحبوب اقبلوا و لا توقّفوا اقلّ من آن
طوبی للّذین طاروا بأجنحة الانقطاع الی مقام جعله الله فوق الابداع و استقاموا علی الأمر بحیث ما منعتهم اوهام العلمآء و لا جنود الآفاق یا قوم هل منکم من احد یدع الوری مقبلاً الی الله مالک الأسمآء و یضع ما عند النّاس بسلطان اسمی المهیمن علی الأشیآء آخذاً بید القدرة ما امر به من لدی الله عالم السّرّ و الاجهار کذلک نزلت النّعمة و تمّت الحجّة و اشرق البرهان من افق الرّحمن انّ الفوز لمن اقبل و قال لک الحمد یا محبوب العالمین و لک الحمد یا مقصود العارفین
افرحوا یا اهل الله بذکر ایّام فیها ظهر الفرح الأعظم بما نطق لسان القدم اذ خرج من البیت متوجّهاً الی مقام فیه تجلّی باسمه الرّحمن علی من فی الامکان تالله لو نذکر اسرار ذاک الیوم لینصعق من فی الملک و الملکوت الّا من شآء الله المقتدر العلیم الحکیم
اذاً اخذ سکر خمر الآیات مظهر البیّنات و ختم البیان بذکر انّه لا اله الّا انا المتعالی المقتدر العزیز العلّام
من ألواح الرضوان (رقم 14) - منتخباتي از آثار حضرت بهاءالله، 163 بديع، الصفحات 11 – 14
(www.oceanoflights.org)
بِسْمِهِ الْمُجَلِّي عَلَى مَنْ فِي الإِمْكَانِ
يَا قَلَمَ الأَعْلَى قَدْ أَتَى رَبِيعُ الْبَيَانِ بِمَا تَقَرَّبَ عِيدُ الرَّحْمنِ قُمْ بَيْنَ مَلإِ الإِنْشَاءِ بِالذِّكْرِ وَالثَّنَاءِ عَلَى شَأْنٍ يُجَدَّدُ بِهِ قَمِيصُ الإِمْكَانِ وَلا تَكُنْ مِنَ الصَّامِتِينَ، قَدْ طَلَعَ نَيِّرُ الابْتِهَاجِ مِنْ أُفُقِ سَمَآءِ اسْمِنَا الْبَهَّاجِ بِمَا تزَيَّنَ مَلَكُوتُ الأَسْمَاءِ بِاسْمِ رَبِّكَ فَاطِرِ السَّمَاءِ قُمْ بَيْنَ الأُمَمِ بِهَذَا الاسْمِ الأَعْظَمِ وَلا تَكُنْ مِنَ الصَّابِرِينَ، إِنَّا نَرَاكَ مُتَوَقِّفًا عَلَى اللَّوْحِ هَلْ أَخَذَتْكَ الْحَيْرَةُ مِنْ أَنْوَارِ الْجَمَالِ وَالأَحْزَانُ بِمَا سَمِعْتَ مَقَالاتِ أَهْلِ الضَّلالِ، إِيَّاكَ أَنْ يَمْنَعَكَ شَيْءٌ عَنْ ذِكْرِ هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ فُكَّ رَحِيقُ الْوِصَالِ بِإِصْبَعِ الْقُدْرَةِ وَالْجَلالِ وَدُعِيَ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ، وَاخْتَرْتَ الاصْطِبَارَ بَعْدَ الَّذِي وَجَدْتَ نَفَحَاتِ أَيَّامِ اللهِ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْمُحْتَجِبِينَ، يَا مَالِكَ الأَسْمَاءِ وَفَاطِرَ السَّمَآءِ لَسْتُ مُحْتَجِبًا مِنْ شُؤُونَاتِ يَوْمِكَ الَّذِي أَصْبَحَ مِصْبَاحَ الْهُدَى بَيْنَ الْوَرَى وَآيَةَ الْقِدَمِ لِمَنْ فِي الْعَالَمِ، لَوْ كُنْتُ صَامِتًا هَذَا مِنْ حُجُبَاتِ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ وَلَوْ كُنْتُ سَاكِنًا إِنَّهُ مِنْ سُبُحَاتِ أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ، تَعْلَمُ مَا عِنْدِي وَلا أَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ بِاسْمِكَ الْمُهَيْمِنِ عَلَى الأَسْمَاءِ، لَوْ جَآءَنِي أَمْرُكَ الْمُبْرَمُ الأَعْلَى لأَحْيَيْتُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ بِالْكَلِمَةِ الْعُلْيَا الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ لِسَانِ قُدْرَتِكَ فِي مَلَكُوتِ عِزِّكَ وَبَشَّرْتُهُمْ بِالْمَنْظَرِ الأَبْهَى مَقَامِ الَّذِي فِيهِ ظَهَرَ الْمَكْنُونُ بِاسْمِكَ الظَّاهِرِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّومِ، يَا قَلَمِ هَلْ تَرَى الْيَوْمَ غَيْرِي أَيْنَ الأَشْيَاءُ وَظُهُورَاتُهَا وَأَيْنَ الأَسْمَاءُ وَمَلَكُوتُهَا وَالْبَوَاطِنُ وَأَسْرَارُهَا وَالظَّوَاهِرُ وَآثَارُهَا، قَدْ أَخَذَ الْفَنَاءُ مَنْ فِي الإِنْشَاءِ وَهَذَا وَجْهِيَ الْبَاقِي الْمُشِرِقُ الْمُنِيرُ، هَذَا يَوْمٌ لا يُرَى فِيهِ إِلاَّ الأَنْوَارُ الَّتِي أَشْرَقَتْ وَلاحَتْ مِنْ أُفُقِ وَجْهِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْكَرِيمِ، قَدْ قَبَضْنَا الأَرْواحَ بِسُلْطَانِ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدَارِ، وَشَرَعْنَا فِي خَلْقٍ بَدِيعٍ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنَا وَأَنَا الْفَضَّالُ الْقَدِيمُ، هَذَا يَوْمٌ فِيهِ يَقُولُ اللاَّهُوتُ طُوبَى لَكَ يَا نَاسُوتُ بِمَا جُعِلْتَ مَوْطِئَ قَدَمِ اللهِ وَمَقَرَّ عَرْشِهِ الْعَظِيمِ وَيَقُولُ الْجَبَرُوتُ نَفْسِي لَكَ الْفِدَآءُ بِمَا اسْتَقَرَّ عَلَيْكَ مَحْبُوبُ الرَّحْمَنِ الَّذِي بِهِ وُعِدَ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، هَذَا يَوْمٌ فِيهِ اسْتَعْطَرَ كُلُّ عِطْرٍ مِنْ عِطْرِ قَمِيصِ الَّذِي تَضَوَّعَ عَرْفُهُ بَيْنَ الْعَالَمِينَ، هَذَا يَوْمٌ فِيْهِ فَاضَ بَحْرُ الْحَيَوَانِ مِنْ فَمِ مَشِيَّةِ الرَّحْمنِ هَلُمُّوا وَتَعَالَوْا يَا مَلأَ الأَعْلَى بِالأَرْوَاحِ وَالْقُلُوبِ، قُلْ هَذَا مَطْلِعُ الْغَيْبِ الْمَكْنُونِ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ الْعَارِفِيْنَ وَهَذَا مَظْهَرُ الْكَنْزِ الْمَخْزُونِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْقَاصِدِيْنَ، وَهَذَا مَحْبُوبُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ الْمُقْبِلِيْنَ، يَا قَلَمِ إِنَّا نُصَدِّقُكَ فِيمَا اعْتَذَرْتَ بِهِ فِي الصَّمْتِ مِا تَقُولُ فِي الْحَيْرَةِ الَّتِي نَرَاكَ فِيهَا يَقُولُ إِنَّهَا مِنْ سُكْرِ خَمْرِ لِقَائِكَ يَا مَحْبُوبَ الْعَالَمِينَ، قُمْ بَشِّرِ الإِمْكَانَ بِمَا تَوَجَّهَ الرَّحْمنُ إِلَى الرِّضْوَانِ ثُمَّ اهْدِ النَّاسَ إِلى الْجَنَّةِ الَّتِي جَعَلَها اللهُ عَرْشَ الْجِنَانِ، إِنَّا جَعَلْنَاكَ الصُّورَ الأَعْظَمَ لِحَيوَةِ الْعَالَمِينَ، قُلْ تِلْكَ جَنَّةٌ رُقِمَ عَلَى أَوْرَاقِ مَا غُرِسَ فِيها مِنْ رَحِيقِ الْبَيَانِ قَدْ ظَهَرَ الْمَكْنُونُ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطَانٍ، إِنَّهَا لَجَنَّةٌ تَسْمَعُ مِنْ حَفِيفِ أَشْجَارِهَا يَا مَلأَ الأَرْضِ وَالسَّمَآءِ قَدْ ظَهَرَ مَا لا ظَهَرَ مِنْ قَبْلُ وَأَتَى مَنْ كَانَ غَيْبًا مَسْتُورًا فِي أَزَلِ الآزَالِ، وَمِنْ هَزِيزِ أَرْيَاحِهَا قَدْ أَتَى الْمَالِكُ وَالْمُلْكُ للهِ ومِنْ خَرِيرِ مَائِهَا قَدْ قَرَّتِ الْعُيُونُ بِمَا كَشَفَ الْغَيْبُ الْمَكْنُونُ عَنْ وَجْهِ الْجَمَالِ سِتْرُ الْجَلالِ وَنَادَتْ فِيْهَا الْحُورِيَّاتُ مِنْ أَعْلَى الْغُرُفَاتِ أَنْ أَبْشِرُوا يَا أَهْلَ الْجِنَانِ بِمَا تَدُقُّ أَنَامِلُ الْقِدَمِ النَّاقُوسَ الأَعْظَمَ فِي قُطْبِ السَّمَآءِ بِاسْمِ الأَبْهَى، وَأَدَارَتْ أَيَادِي الْعَطَاءِ كَوْثَرَ الْبَقَآءِ تَقَرَّبُوا ثُمَّ اشْرَبُوا هَنِيئًا لَكُمْ يَا مَطَالِعَ الشَّوْقِ وَمَشَارِقَ الاشْتِياقِ، إِذًا طَلَعَ مَطْلِعُ الأَسْمَآءِ مِنْ سُرَادِقِ الْكِبْرِيَاءِ مُنَادِيًا بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَآءِ يَا أَهْلَ الرِّضْوَانِ دَعُوا كُؤُوسَ الْجِنَانِ وَمَا فِيهِنَّ مِنْ كَوْثَرِ الْحَيَوانِ، لأَنَّ أَهْلَ الْبَهَاءِ دَخَلُوا جَنَّةَ اللِّقَآءِ وَشَرِبُوا رَحِيْقَ الْوِصَالِ مِنْ كَأْسِ جَمَالِ رَبِّهِمِ الْغَنِيِّ الْمُتَعَالِ، يَا قَلَمِ دَعْ ذِكْرَ الإِنْشَآءِ وَتَوَجَّه إِلى وَجْهِ رَبِّكَ مَالِكِ الأَسْمَآءِ، ثُمَّ زَيِّنِ الْعَالَمَ بِطِرَازِ أَلْطَافِ رَبِّكَ سُلْطَانُ الْقِدَمِ، لأَنَّا نَجِدُ عَرْفَ يَوْمٍ فِيْهِ تَجَلَّى الْمَقْصُودُ عَلَى مَمَالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُودِ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَشُمُوسِ أَلْطَافِهِ الَّتِي مَا اطَّلَعَ بِهَا إِلاَّ نَفْسُهُ الْمُهَيْمِنَةُ عَلَى مَنْ فِي الإِبْدَاعِ، لا تَنْظُرِ الْخَلْقَ إِلاَّ بِعَيْنِ الرَّأْفَةِ وَالْوِدَادِ لأَنَّ رَحْمَتَنَا سَبَقَتِ الأَشْيَآءَ وَأَحَاطَ فَضْلُنَا الأَرَضِينَ وَالسَّمَواتِ، وَهَذَا يَوْمٌ فِيْهِ يُسْقَى الْمُخْلِصُونَ كَوْثَرَ اللِّقَاءِ وَالْمُقَرَّبُونَ سَلْسَبِيلَ الْقُرْبِ وَالْبَقَآءِ وَالْمُوَحِّدُونَ خَمْرَ الْوِصَالِ فِي هَذَا الْمَنَالِ الَّذِي فِيْهِ يَنْطِقُ لِسَانُ الْعَظَمَةِ وَالإِجْلالِ الْمُلْكُ لِنَفْسِي وَأَنَا الْمَالِكُ بِالاسْتِحْقَاقِ أَجْتَذِبُ الْقُلُوبَ بِنِدَاءِ الْمَحْبُوبِ، قُلْ هَذَا لَحْنُ اللهِ إِنْ أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ، وَهَذَا مَطْلِعُ وَحِيِ اللهِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ، وَهَذَا مَشْرِقُ أَمْرِ اللهِ لَوْ أَنْتُمْ تُوقِنُونَ، وَهَذَا مَبْدَأُ حُكْمِ اللهِ لَوْ أَنْتُمْ تُنْصِفُونَ، هَذَا لَهُوَ السِّرُّ الظَّاهِرُ الْمَسْتُورُ لَوْ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ، قُلْ يَا مَلأَ الإِنْشَاءِ دَعُوا مَا عِنْدَكُمْ بِاسْمِيَ الْمُهَيْمِنِ عَلَى الأَسْمَاءِ وَتَغَمَّسُوا فِي هَذَا الْبَحْرِ الَّذِي فِيْهِ سُتِرَ لَئَالِئُ الْحِكْمَةِ وَالتِّبْيَانِ وَتَمَوَّجَ بِاسْمِيَ الرَّحْمنِ، كَذَلِكَ يُعَلِّمُكُمْ مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ، قَدْ أَتَى الْمَحْبُوبُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى رَحِيْقُ اسْمِهِ الْمَخْتُومُ، طُوبَى لِمَنْ أَقْبَلَ وَشَرِبَ وَقَالَ لَكَ الْحَمْدُ يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ، تَاللهِ مَا بَقِيَ مِنْ أَمْرٍ إِلا وَقَدْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ، وَمَا مِنْ نِعْمَةٍ إِلاَّ وَقَدْ نَزَلَتْ بِالْفَضْلِ، وَمَا مِنْ كَوْثَرٍ إِلاَّ وَقَدْ مَاجَ فِي الْكُؤوبِ، وَمَا مِنْ قَدَحٍ إِلاَّ وَأَدَارَهُ الْمَحْبُوبُ، أَنْ أَقْبِلُوا وَلا تَوَقَّفُوا أَقَلَّ مِنْ آنٍ، طُوبَى لِلَّذِينَ طَارُوا بِأَجْنِحَةِ الانْقِطَاعِ إِلى مَقَامٍ جَعَلَهُ اللهُ فَوقَ الإِبْدَاعِ، وَاسْتَقَامُوا عَلَى الأَمْرِ عَلَى شَأْنٍ مَا مَنَعَتْهُمْ أَوْهَامُ الْعُلَمَآءِ وَلا جُنُودُ الآفَاقِ، يَا قَوْمِ هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَدَعُ الْوَرَى مُقْبِلاً إِلى اللهِ مَالِكِ الأَسْمَاءِ وَيَضَعُ مَا عِنْدَ النَّاسِ بِسُلْطَانِ اسْمِيَ الْمُهَيْمِنِ عَلَى الأَشْيَآءِ آخِذًا بِيَدِ الْقُوَّةِ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ لَدَى اللهِ عَالِمُ السِّرِّ وَالأَجْهَارِ، كَذَلِكَ نُزِّلَتِ النِّعْمَةُ وَتَمَّتِ الْحُجَّةُ وَأَشْرَقَ الْبُرْهَانُ مِنْ أُفُقِ الرَّحْمنِ إِنَّ الْفَوْزَ لِمَنْ أَقْبَلَ وَقَالَ لَكَ الْحَمْدُ يَا مَحْبُوبَ الْعَالَمِينَ وَلَكَ الْحَمْدُ يَا مَقْصُودَ الْعَارِفِينَ، أَنِ افْرَحُوا يَا أَهْلَ اللهِ بِذِكْرِ أَيَّامٍ فِيْهَا ظَهَرَ الْفَرَحُ الأَعْظَمُ بِمَا نَطَقَ لِسَانُ الْقِدَمِ إِذْ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ مُتَوَجِّهًا إِلى مَقَامٍ فِيْهِ تَجَلَّى بِاسْمِهِ الرَّحْمنِ عَلَى مَنْ فِي الإِمْكَانِ، تَاللهِ لَوْ نَذْكُرُ أَسْرَارَ ذَاكَ الْيَوْمِ لَيَنْصَعِقُ مَنْ فِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، إِذْ أَخَذَ سُكْرُ خَمْرِ الآيَاتِ مَظْهَرَ الْبَيِّنَاتِ وَخَتَمَ الْبَيَانَ بِذِكْرِ إِنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا الْمُتَعَالِي الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيزُ الْعَلاَّمُ.
– 21 –
۱۵۱
(http://www.bahai.org/fa/library/authoritative-texts/bahaullah/gleanings-writings-bahaullah/)
هُوَ العَلیّ العٰالیُ الاَعْلیٰ
ای بلبلان الهی از خارستان ذلّت بگلستان معنوی بشتابید و ای یاران ترابی قصد آشیان روحانی فرمائید مژده بجان دهید که جانان تاج ظهور بر سر نهاده و ابوابهای گلزار قدم را گشوده چشمها را بشارت دهید که وقت مشاهده آمد و گوشها را مژده دهید که هنگام استماع آمد دوستان بوستان شوق را خبر دهید که یار بر سر بازار آمد و هدهدان سبا را آگه کنید که نگار اذن بار داده ای عاشقان روی جانان غم فراق را بسرور وصال تبدیل نمائید و سمّ هجران را بشهد لقا بیامیزید
اگرچه تا حال عاشقان از پی معشوق دوان بودند و حبیبان از پی محبوب روان در این ایّام فضل سبحانی از غمام رحمانی چنان احاطه فرموده که معشوق طلب عشّاق مینماید و محبوب جویای احباب گشته این فضل را غنیمت شمرند و این نعمت را کم نشمرند نعمتهای باقیه را نگذارید و باشیای فانیه قانع نشوید برقع از چشم قلب بردارید و پرده از بصر دل بردرید تا جمال دوست بیحجاب ببینید و ندیده بینید و نشنیده بشنوید
ای بلبلان فانی در گلزار باقی گلی شکفته که همهٴ گلها نزدش چون خار و جوهر جمال نزدش بیمقدار پس از جان بخروشید و از دل بسروشید و از روان بنوشید و از تن بکوشید که شاید ببوستان وصال درآئید و از گل بیمثال ببوئید و از لقای بیزوال حصّه برید و از این نسیم خوش صبای معنوی غافل نشوید و از این رائحهٴ قدس روحانی بینصیب نمانید این پند بندها را بگسلد و سلسلهٴ جنون عشق را بجنباند دلها را بدلدار رساند و جانها را بجانان سپارد قفس بشکند و چون طیر روحی قصد آشیان قدس کند
چه شبها که رفت و چه روزها که درگذشت و چه وقتها که بآخر رسید و چه ساعات که بانتها آمد و جز باشتغال دنیای فانی نفسی برنیامد سعی نمائید تا این چند نفسی که باقی ماند باطل نشود عمرها چون برق میگذرد و فرقها بر بستر تراب مقرّ و منزل گیرد دیگر چاره از دست رود و امور از شصت
شمع باقی بیفانوس روشن و منیر گشته و تمام حجبات فانی را سوخته ای پروانگان بیپروا بشتابید و بر آتش زنید و ای عاشقان بیدل و جان بر معشوق بیائید و بیرقیب نزد محبوب دوید گل مستور ببازار آمد بی ستر و حجاب آمد و بکلّ ارواح مقدّسه ندای وصل میزند چه نیکو است اقبال مقبلین فهنیئاً للفائزین بأنوار حسن بدیع
– 22 –
Munajat #184
إِنَّكَ أَنْتَ يا إِلهِي لَمَّا اسْتَوَيْتَ عَلَى كُرْسِيِّ عِزِّ فَرْدانِيَّتِكَ وَتَعَلَّيْتَ عَلَى عَرْشِ رَحْمَةِ وَحْدانِيَّتِكَ، يَنْبَغِيْ بِأَنْ تَمْحُوَ عَنْ قُلُوبِ المُمْكِناتِ ما يَمْنَعُهُمْ عَنِ الدُّخُولِ فِي حَرَمِ أَسْرارِ رُبُوبِيَّتِكَ، وَيَحْجُبُهُمْ عَنِ الوُرُودِ فِي سُرادِقِ أُلُوهِيَّتِكَ، لِيَجْعَلَ كُلَّ القُلُوبِ مِرْآةً لِجَمالِكَ وَمُدِلاًّ عَلَيْكَ وَحاكِيًا عَنْكَ، لِيَظْهَرَ فِي كُلِّ شَيْءٍ آثارُ عِزِّ سَلْطَنَتِكَ وَإِشْراقُ أَنْوارِ قُدْسِ حُكُومَتِكَ، لِيُوَحِّدَكَ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ بِما تَجَلَّيْتَ لَهُمْ بِهِمْ بِمَظْهَرِ تَفْرِيْدِكَ، ثُمَّ عَرِّ يا إِلهِي عِبادَكَ عَنْ قَمِيْصِ النَّفْسِ وَالهَوی، أَوْ عَرِّجْ عُيُونَ بَرِيَّتِكَ إِلى مَقامِ الَّذِيْ لا يُشاهِدُنَّ فِي الهَوى إِلاَّ هُبُوبَ هَوآءِ عِزِّ صَمَدانِيَّتِكَ، وَلا يَنْظُرُنَّ فِي النَّفْسِ إِلاَّ ظُهُورَ نَفْسِ رَحْمانِيَّتِكَ، لِيُطَهَّرَ الأَرْضُ وَما عَلَيْها عَنِ الدَّلالَةِ لِغَيْرِكَ وَالتَّحَكِّي عَنْ مَظاهِرِ نَفْيِكَ، أَرَدْتَ أَنْ تُدْخِلَ كُلَّ الأَشْياءِ فِي سُرادِقِ عِزِّ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ، وَتُهِبَّ عَلَى كُلِّ الوُجُوْدِ مِنْ أَرْياحِ قَمِيْصِ عِزِّ فَرْدانِيَّتِكَ، وَتَنْظُرَ كُلَّ شَيْءٍ بِلَحَظاتِ أَعْيُنِ جُودِكَ وَوَحْدانِيَّتِكَ، أَسْئَلُكَ بِحُبِّكَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ عِلَّةَ ظُهُوراتِ قُدْسِ صَمَدانِيَّتِكَ وَشُعْلَةَ قُلُوبِ الْمُشْتاقِينَ مِنْ خَلْقِكَ، بِأَنْ تَخْلُقَ حِينَئِذٍ لِمُخْلِصِيْكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَمُحِبِّيكَ مِنْ أَحِبَّتِكَ مِنْ جَوْهَرِ الجُودِ وَالعَطآءِ وَساذِجِ الفَضْلِ وَالبَهآءِ رِضْوانَ قُدْسِكَ الأَعْلی، وَتَجْعَلَهُ مُقَدَّسًا عَنْ كُلِّ ما سِواكَ وَمُنَزَّهًا عَنْ دُونِكَ، ثُمَّ اخْلُقْ يا إِلهِي فِيها مِنْ أَنْوارِ عَرْشِكَ مُغَنِّياتٍ مِنْ بَدائِعِ صُنْعِكَ الأَحْلى لِيَذْكُرْنَكَ بِكَلِماتِ الَّتِي جَعَلْتَها مُطَهَّرًا عَمَّا سَمِعَتْها أُذُنُ الخَلِيقَةِ مِنْ أَهْلِ أَرْضِكَ وَسَمائِكَ وَمُقَدَّسًا عَنْ عِرْفانِ بَرِيَّتِكَ، ثُمَّ افْتَحْ أَبْوابَ هذِهِ الجَنَّةِ عَلَى وَجْهِ أَحِبَّائِكَ لَعَلَّ يَدْخُلُونَ فِيْها بِاسْمِكَ وَسَلْطَنَتِكَ، لِيَتِمَّ بِذلِكَ سُلْطانُ مَواهِبِكَ عَلَى أَصفِيائِكَ وَمَلِيْكَ عَطائِكَ عَلَى أُمَنائِكَ، لِيَذْكُرَنَّكَ فِيْها بِنَغَماتِ الَّتِيْ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَتَغَنَّيَ بِها أَوْ يَتَكَلَّمَ عَلَيْها حَتَّى لا يَخْطُرَ عَلَى قَلْبِ أَحَدٍ مِنْ بَرِيَّتِكَ التَّلَبُّسُ بِأَثْوابِ صَفْوَتِكَ وَالتَّظَهُّرُ بِظُهُوراتِ أَحِبَّتِكَ، وَلِئَلا يَشْتَبِهَ عَلَيَّ أَحَدُ مُحِبِّيكَ عَنْ مُبْغِضِيكَ وَمُخْلِصِيكَ عَنْ مُعانِدِيكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ ما تُرِيْدُ لَقادِرٌ مُقْتَدِرٌ قَدِيْرٌ، سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَحْبُوبِي مِنْ أَنْ تُعْرَفَ بِأَعْلى عِرْفانِ المَوْجُوداتِ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِأَبْهى وَصْفِ المُمْكِناتِ، لأَنَّ مُنْتَهى عِرْفانِ العِبادِ فِي مُنْتَهى ذُرْوَةِ الْقُصْوى لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يَصْعَدَ عَنْ حَدِّ الإِنْشآءِ، وَلَنْ يُمْكِنَ أَنْ يَتَعارَجَ عَنْ شَأْنِ الإِمْكانِ وَبِما قُدِّرَ لَهُ مِنْ شُئُونِ القَضآءِ، فَكَيْفَ يَقْدِرُ ما خُلِقَ بِمَشِيَّةِ الإِمْكانِيَّةِ فِي رُتْبَةِ الإِمْكانِ أَنْ يَصْعَدَ إِلى هَوآءِ قُدْسِ عِرْفانِكَ أَوْ يَصِلَ إِلى مَقَرِّ عِزِّ اقْتِدارِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ أَنْ يَطِيْرَ الفانِيْ إِلى عَرْشِ بَقائِكَ أَوْ يَصِلَ الفَقِيرُ إِلى ذُرْوَةِ اسْتِغْنائِكَ، لَمْ تَزَلْ وَاصِفَ نَفْسِكَ لِنَفْسِكَ بِنَفْسِكَ وَناعِتَ ذاتِكَ لِذاتِكَ بِذاتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوبِي لَمْ يَكُنْ غَيْرُكَ مَذْكُورًا حَتَّى يَعْرِفَكَ وَلا دُونُكَ مَوْجُودًا لِيَذْكُرَكَ، أَنْتَ الَّذِيْ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ فِي مُلْكِكَ بِظُهُورِ عِزِّ وَحْدانِيَّتِكَ وَطُلُوعِ قُدْسِ كِبْرِيائِيَّتِكَ، وَلَوْ يُذْكَرُ فِي مَمالِكِ الإِنْشآءِ مِنْ أَعْلى نُقْطَةِ البَقآءِ إِلى مُنْتَهى رُتْبَةِ الثَّرى أَحَدٌ دُونُكَ كَيْفَ يُثْبَتُ اسْتوائُكَ عَلَى عَرْشِ فَرْدانِيَّتِكَ وَيَعْلُو بَدائِعُ ذِكْرِكَ فِي كَلِمَةِ تَوْحِيدِكَ وَوَحْدانِيَّتِكَ، وَأَشْهَدُ حِيْنَئِذٍ بِما شَهِدْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ قادِرًا بِمَظاهِرِ قُدْرَتِكَ لآياتِ قُدْرَتِكَ وَعالِمًا بِمَطالِعِ عِلْمِكَ بِكَلِماتِ عِلْمِكَ، وَلَمْ يَكُنْ دُونُكَ مِنْ شَيْءٍ لِيُذْكَرَ تِلْقآءَ مَدْيَنِ تَوْحِيْدِكَ وَلا غَيْرُكَ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يُوصَفَ فِي ساحَةِ قُدْسِ تَفْرِيدِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي عَلَى ظُهُورِ مَواهِبِكَ وَعَطائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ يا مَحْبُوبِي عَلَى طُلُوعِ شَمْسِ عِنايَتِكَ وَإِفْضالِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَهْدِي المُضِلِّينَ إِلى تَشَعْشُعِ أَنْوارِ صُبْحِ هِدايَتِكَ وَيُوصِلُ المُشْتاقِينَ إِلى مَكْمَنِ إِشْراقِ نُورِ جَمالِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يُقَرِّبُ المَرِيْضَ إِلى مَعِينِ شِفائِكَ وَالبَعِيدَ إِلى كَوْثَرِ لِقائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَنْزَعُ عَنْ هَياكلِ العِبادِ قَمِيْصَ الذُّلِّ وَالفَنآءِ وَيُلْبِسُهُمْ رِداءَ العِزِّ وَالبَقآءِ وَيَهْدِي الفُقَرآءَ إِلى شاطِئِ القُدْسِ وَالاسْتِغْنآءِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَنْطِقُ الْوَرْقاءُ عَلَى أَفْنانِ سِدْرَةِ البَقاءِ، بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَنْ ذِكْرِ دُونِكَ وَمُتَعالِيًا عَنْ وَصْفِ ما سِواكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَغَنُّ عَنْدَلِيبُ البَهآءِ فِي جَبَرُوتِ العَمآءِ بِأَنَّ عَلِيًّا عَبْدُكَ الَّذِيْ اصْطَفَيْتَهُ بَيْنَ رُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ وَجَعَلْتَهُ مَظْهَرًا لِنَفْسِكَ فِي كُلِّ ما يَرْجِعُ إِليْكَ مِنْ ظُهُوراتِ صِفاتِكَ وَبُرُوزاتِ أَسْمائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُقِيْمُ كُلَّ شَيْءٍ بِثَنآءِ نَفْسِكَ وَذِكْرِ ذاتِكَ وَتُنْطِقُ كُلَّ الوُجُودِ بِأَذْكارِ سُلْطانِ جَمالِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَمْلأُ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ مِنْ آياتِ عِزِّ هُوِيَّتِكَ وَيُدْخِلُ كُلَّ شَيْءٍ فِي سُرادِقِ قُرْبِكَ وَلِقائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَجْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ كِتابَ وَصْفِكَ وَصَحِيْفَةَ ذِكْرِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَسْتَوِي ظُهُوراتُ سَلْطَنَتِكَ عَلَى عَرْشِ حُكومَتِك وتَسْتَقِرُّ شُئُوناتُ إِجْلالِكَ عَلَى كُرْسِيِّ أُلُوهِيَّتِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُثْمِرُ أَشْجارُ اليابِسَةِ مِنْ نَسَماتِ قُدْسِ إِكْرامِكَ وَيُجَدَّدُ هَياكِلُ المَوجُوداتِ مِنْ أَرْياحِ عِزِّ إِفْضالِكَ، فَلَكَ اَلحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُنَزِّلُ آياتِ عِزِّ تَوْحيْدِكَ مِنْ سَمآءِ قُدْسِ تَفْرِيدِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُعَلِّمُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ جَواهِرِ عِلْمِكَ وَساذِجِ حِكْمَتِكَ وَلا يُخَيَّبُ المَساكِيْنُ عَنْ أَبْوابِ رَحْمَتِكَ وَإِحْسانِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يَسْتَغْنِي كُلُّ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ مِنْ كَنائِزِ اسْتِغْنائِكَ وَيَتَعَلَّى المُمْكِناتُ إِلى ذُرْوَةِ عِزِّ أَلْطافِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَطِيرُ قُلُوبُ العُشَّاقِ فِي هَوآءِ القُرْبِ وَالاشْتِياقِ وَيَسْتَضِيءُ نُورُ النُّورِ فِي شَطْرِ العِراقِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يَنْقَطِعُ المُقَرَّبُونَ عَنْ كُلِّ الجِهاتِ وَيَجْذِبُهُمْ إِلى عَرْشِ الأَسْمآءِ وَالصِّفاتِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَغْفُرُ الخَطَأَ وَالعِصْيانَ وَتَقْضِي حَوائِجَ كُلِّ الأَدْيانِ وَتُهِبُّ رَوائِحَ الغُفْرانِ عَلَى الإِمْكانِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يَصْعَدُ المُوَحِّدُونَ إِلى مَعارِجِ حُبِّكَ وَيَرْتَقِي المُخْلِصُونَ إِلى رِضْوانِ وَصْلِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يُقْضى حَوائِجُ الطَّالِبِينَ وَمَقاصِدُ العارِفِينَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَمْحُو عَنِ القُلُوبِ إِشاراتُ التَّحْدِيْدِ وَتُثْبَتُ آياتُ التَّوْحِيدِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ حَمِدْتَ نَفْسَكَ فِي أَزَلِ الآزالِ وَجَعَلْتَهُ مُقَدَّسًا عَنِ الشِّبْهِ والضِّدِّ وَالمِثالِ، يا مَنْ بِيَدِكَ جَبَرُوتُ الفَضْلِ وَالإِفْضالِ وَمَلَكُوتُ العِزِّ وَالإِجْلالِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي وَسَيِّدِي تَشْهَدُ وَتَرَى وَتَعْلَمُ ما وَرَدَ عَلَى أَحِبَّتِكَ فِي أَيَّامِكَ وَنَزَلَ عَلَى صَفْوَتِكَ مِنْ تَرادُفِ بَلاياكَ وَتَتابُعِ قَضاياكَ وَتَوالِي رزاياكَ، حَيْثُ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ وَأَخَذَتْهُمْ شُئُوناتُ قَهْرِكَ مِنْ كُلِّ الجِهاتِ وَآثارُ خَشْيَتِكَ مِنْ كُلِّ الأَقْطارِ، وَسُدَّتْ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَبْوابُ رَحْمَتِكَ وَعِنايَتِكَ وَمُنِعَتْ عَنْ رِضْوانِ قُلُوبِهِمْ أَمْطارُ فَيْضِ فَضْلِكَ وَأَلْطافِكَ، أَتَحْرِمُ يا إِلهِي مُحِبِّيكَ عَنْ بَدائِعِ نَصْرِكَ وَانْتِصارِكَ، أَتُخَيِّبُ يا مَحْبُوبِيْ مُخْلِصِيْكَ عَنْ جَوامِعِ جُودِكَ وَإِنْعامِكَ، أَتَمْنَعُ يا سَيِّدِيْ عارِفِيْكَ عَنْ شاطِئِ قُدْسِ عِرْفانِكَ، وَهَلْ تَقْطَعُ عَنْ أَفْئِدَةِ مُرِيدِيكَ أَمْطارَ عِزِّ إِفْضالِكَ؟ لا فَوَعِزَّتِكَ أَشْهَدُ حِيْنَئِذٍ بِأَنَّ رَحْمَتَكَ سَبَقَتِ المُمْكِناتِ وَعِنايَتَكَ أَحاطَتْ كُلَّ مَنْ فِي الأَرَضِينَ وَالسَّمَواتِ، لَمْ تَزَلْ كانَتْ أَبْوابُ جُودِكَ مَفْتُوحَةً عَلَى وَجْهِ عِبادِكَ، وَلا تَزالُ نَسَماتُ فَضْلِكَ سارِيَةً عَلَى قُلُوبِ خَلْقِكَ وَأَمْطارُ مَكْرُمَتِكَ جارِيَةً عَلَى بَرِيَّتِكَ وَأَهْلِ مَمْلَكَتِكَ، وَأَعْلَمُ بِأَنَّكَ تَأَخَّرْتَ ظُهُوراتِ نَصْرِكَ فِي الإِنْشآءِ لِما سَبَقَ بِهِ عِلْمُكَ مِنْ أَسْرارِ القَضآءِ وَخَفِيَّاتِ ما قُدِّرَ خَلْفَ حُجُباتِ الإِمْضاءِ، لِيُفْصَلَ بِذلِكَ مَنْ دَخَلَ فِي ظِلِّ رَحْمَتِكَ الكُبْرى عَنِ الَّذِي اسْتَكْبَرَ عَلَيْكَ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنِ اللِّقآءِ عِنْدَ ظُهُورِ جَمالِكَ الأَعْلی، فَسُبْحانَكَ فَسُبْحَانَكَ يا مَحْبُوبِيْ لَمَّا فُصِّلَ فِي المُلْكِ أَحِبَّائُكَ مِنْ أَعْدائِكَ وَتَمَّ حُجَّتُكَ الأَعْظَمُ وَبُرْهانُكَ الأَقْوَمُ عَلَى كُلِّ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، إِذًا فَارْحَمِ الَّذِيْنَ هُمْ اسْتُضْعِفُوا فِي أَرْضِكَ بِما وَرَدَ عَلَيْهِمْ فِي سَبِيلِكَ، ثُمَّ ارْفَعْهُمْ يا إِلهِي بِاقْتِدارِكَ وَمَشِيَّتِكَ ثُمَّ أَظْهِرْهُمْ عَلَى الأَمْرِ بِسَلْطَنَتِكَ وَإِرادَتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ ما أَرَدْتَ فِي ظْهُوراتِ نَصْرِكَ إِلاَّ ارْتِفاعَ أَمْرِكَ وَإِعْلآءَ كَلِمَتِكَ، وَإِنِّيْ لأَيْقَنْتُ بِأَنَّكَ لَوْ تُؤَخِّرُ فِي إِنْزالِ نَصْرِكَ وَإِظْهارِ قُدْرَتِكَ لَتَمْحُو آثارُ سَلْطَنَتِكَ فِي مُلْكِكَ وَتَضْمَحِلُّ آياتُ حُكُومَتِكَ فِي مَمْلَكَتِكَ، فَيا إِلهِي قَدْ ضَاقَ صَدْرِيْ وَأَخَذَنِيَ الهَمُّ وَالغَمُّ عَنْ كُلِّ الجِهاتِ بِما أَسْمَعُ كُلَّ ذِكْرٍ بَيْنَ عِبادِكَ دُوْنَ بَدائِعِ ذِكْرِكَ، وَأَرى كُلَّ شَيْءٍ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ إِلاَّ ما أَمَرْتَهُمْ بِهِ بِأَمْرِكَ وَقَضَيْتَ لَهُمْ بِسُلْطانِ مَشِيَّتِكَ وَقَدَّرْتَ لَهُمْ بِمَلِيكِ تَقْدِيْرِكَ، وَبَلَغُوا فِي الغَفْلَةِ إِلى مَقامِ الَّذِيْ لَوْ أَحَدٌ مِنْ أَحبَّائِكَ يُلْقِي عَلَيْهِمْ مِنْ بَدائِعِ آياتِ تَوْحِيدِكَ وَجَواهِرِ كَلِماتِ عِزِّ تَفْرِيْدِكَ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَيَعْتَرِضُونَ َعَلَيْهِ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ أَحْصَيْتَ كُلَّ ذلِكَ بِإِحاطَةِ قَيُّومِيَّتِكَ وَأَحَطْتَ بِاقْتِدارِ رُبُوبِيَّتِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ يا سَيِّدِيْ فَانْظُرْ إِلى صُدُورِ الَّتِيْ تَشَبَّكَتْ مِنْ سِهامِ أَعْدائِكَ فِي مَحَبَّتِكَ، وَعَلَى رُؤُوسِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ عَلَى القَناةِ لإِعْلآءِ أَمْرِكَ وَارْتِفاعِ ذِكْرِكَ، ثُمَّ ارْحَمْ قُلُوبَ الَّتِيْ احْتَرَقَتْ مِنْ نارِ حُبِّكَ وَوَرَدَ عَلَيْهِمْ ما أَنْتَ تَعْلَمُ بِعِلْمِكَ، سُبْحانَكَ يا إِلهِي أَنْتَ تَعْلَمُ ما قُضِيَ مِنْ أَيَّامِكَ فِي عِشْرِيْنَ مِنَ السِّنِينَ إِلى أَنْ بَلَغَ الزَّمانُ إِلَى الحِينِ وَوَرَدَ عَلَى أَصْفِيائِكَ فِي هذِهِ المُدَّةِ البَعِيْدَةِ ما لا يُحْصى بِالبَيانِ وَلا يُذْكَرُ بِاللِّسانِ، بِحَيْثُ ما وَجَدُوا مَوْطِنَ أَمْنٍ وَلا مَقْعَدَ صِدْقٍ، إِذًا يا إِلهِي بَدِّلْ خَوْفَهُمْ بِظُهُوراتِ أَمْنِكَ وَأَمانِكَ وَذُلَّهُمْ بِسُلْطانِ عِزِّكَ وَفَقْرَهُمْ بِمَلِيكَ غَنائِكَ وَاضْطِرابَهُمْ بِبَدائِعِ اسْتِقْرارِكَ، وَهُبَّ عَلَيْهِمْ مِنْ نَسَماتِ عِزِّكَ وَرَحْمَتِكَ، ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ مِنْ بِدائِعِ عِنايَتِكَ ما يُغْنِيْهِمْ عَنْ دُوْنِكَ وَيَنْقَطِعُهُمْ عَمَّا سِواكَ لِيَظْهَرَ سُلْطانُ أَحَدِيَّتِكَ وَمَلِيكُ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ، أَما تَنْظُرُ يا إِلهِي عَلَى دُمُوعِ الَّتِيْ جَرَتْ عَلَى خُدُودِ أَحِبَّتِكَ؟ وَأَما تَرْحَمُ يا مَحْبُوبِيْ عُيُونَ الَّتِيْ عَمَتْ فِي فِراقِكَ وَتَعْطِيلِ آياتِ نَصْرِكَ؟ وَأَما تَنْظُرُ يا سَيِّدِيْ قُلُوبَ الَّتِيْ اسْتَدَفَّتْ فِيها وَرْقاءُ عِشْقِكَ وَشَوْقِكَ؟ فَوَعِزَّتِكَ كادَ الأَمْرُ يَصِلُ إِلى مَقامٍ يَمْحُو الرَّجآءُ عَنْ أَفْئِدَةِ أَصْفِيائِكَ وَيأْخُذُهُمْ نَقَماتُ اليَأْسِ بِما وَرَدَ عَلَيْهِمْ فِي أَيَّامِكَ، فَها أَنَا ذا يا إِلهِي هَرَبْتُ عَنْ نَفْسِيْ إِلى نَفْسِكَ وَعَنْ ذاتِيْ إِلى تَجَلِّياتِ أَنْوارِ ذاتِكَ، وَعَنْ شُئُوناتِ بُعْدِيْ وَغَفْلَتِيْ إِلى نَفَحاتِ قُرْبِكَ وَذِكْرِكَ، وَوَفَدْتُ عَلَى تُرابِ مَدْيَنِ مَغْفِرَتِكَ وَإِحْسانِكَ وَسَكَنْتُ فِي جِوارِ رَحْمَتِك الْكُبْری، وَأَسْتَشْفِعُ بِسُلْطانِ ذِكْرِكَ فِي قَمِيصِ جَمالِكَ الأَلْطَفِ الأَعْلی، بِأَنْ تُنَزِّلَ فِي هذِهِ السَّنَةِ عَلَى أَحِبَّتِكَ ما يَنْفَعُهُمْ عَنْ دُونِكَ وَيُخَلِّصُهُمْ لِظُهُوراتِ مَلِيْكِ مَشِيَّتِكَ وَسُلْطانِ إِرادَتِكَ، بِحَيْثُ لا يُرِيْدُونَ إِلاَّ ما أَرَدْتَ لَهُمْ بِأَمْرِكَ وَلا يَشاؤُونَ إِلاَّ بِما شِئْتَ لَهُمْ بِمَشِيَّتِكَ، ثُمَّ طَهِّرْ يا إِلهِي أَبْصارَهُم لِمُشاهَدَةِ أَنْوارِ جَمالِكَ وَسَمْعَهُمْ لاسْتِماعِ نَغَماتِ وَرْقاءِ عِزِّ هُوِيَّتِكَ، ثُمَّ امْلأْ قُلُوبَهُمْ مِنْ بَدائِعِ حُبِّكَ ثُمَّ احْفَظْ لِسانَهُمْ عَنْ ذِكْرِ غَيْرِكَ وَوُجُوهَهُمْ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى غَيْرِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيْزُ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ، ثُمَّ احْفَظْ يا مَحْبُوبِي بِمَحَبَّتِكَ إِيَّاهُمْ وَمَحَبَّتِهِمْ إِيَّاكَ هذا العَبْدَ الَّذِيْ فَدى بِكُلِّهِ لِحَضْرَتِكَ وَأَنْفَقَ كُلَّ ما أَعْطَيْتَهُ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِكَ وَمَناهِجِ رِضائِكَ عَنْ كُلِّ ما يَكْرَهُهُ نَفْسُكَ، ثُمَّ مِنْ كُلِّ ما يَمْنَعُنِي عَنِ الدُّخُولِ فِي سُرادِقِ قُدْسِ سَلْطَنَتِكَ وَالوُرُودِ إِلى مَقاعِدِ عِزِّ أَحَدِيَّتِكَ، ثُمَّ اجْعَلْنِي يا إِلهِي مِنَ الَّذِيْنَ ما شَغَلَهُمْ شَيْءٌ عَنْ زيارَةِ جَمالِكَ وَالتَّفَكُّرِ فِي بَدائِعِ صُنْعِ أَزَليَّتِكَ حَتَّى لا أَسْتَأْنِسَ بِأَحَدٍ دُونَكَ وَلا أَلْتَفِتَ إِلى نَفْسٍ سِواكَ، وَلا أَرى فِي شَيْءٍ عَمَّا خَلَقْتَهُ فِي مَلَكُوتِ مُلْكِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ بَدِيعَ جَمالِكَ وَظُهُورَ أَنْوارِ وَجْهِكَ، وَأَسْتَغْرِقَ فِي طَماطِمِ سُلْطانِ رُبُوبِيَّتِكَ وَيَمايِمِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ عَلَى مَقامِ الَّذِيْ أَنْسى كُلَّ الأَذْكارِ دُونَ أَذْكارِ عِزِّ هُوِيَّتِكَ، وَأَغْفَلُ عَنْ كُلِّ الإِشاراتِ يا مَنْ بِيَدِكَ جَبَرُوتُ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ، فَسُبْحَانَكَ يا مَقْصُودِيْ فَوَعِزَّتِكَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَلَى شَأْنِ الَّذِيْ لَوْ يَحْضُرْنَ بَيْنَ يَدَيَّ طَلَعاتُ اللَّواتِي كُنَّ فِي غُرَفاتِ عِصْمَتِكَ، وَسَتَرْتَ جَمالَهُنَّ عَنْ مُلاحَظَةِ المَوْجُوداتِ وَطَهَّرْتَ وُجُوهَهُنَّ عَنْ مُشاهَدَةِ المُمْكِناتِ وَيَظْهَرْنَ بِظُهُوراتِ أَنْوارِ جَمالِكَ المَنِيْعِ، لا أَلْتَفِتُ عَلَيْهِنَّ وَلا أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِنَّ إِلاَّ لِمُلاحَظَةِ أَسْرارِ صُنْعِكَ الَّذِيْ تَحَيَّرَتْ فِيْهِ أَفْئِدَةُ المُقَرَّبِينَ وَكاعَتْ أَنْفُسُ العارِفِينَ، وَأَرْتَقِي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ إِلى مَقامِ الَّذِيْ لَنْ يَشْغَلَنِيْ شَأْنٌ عَنْ شُئُوناتِ عِزِّ قَيُّومِيَّتِكَ وَلا تَحْجُبُنِيْ هَنْدَسِيَّاتُ المُلْكيَّةِ عَنْ ظُهُوراتِ قُدْسِ أُلُوْهِيَّتِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحانَكَ يا إِلهِي وَمَحْبُوبِي وَسَيِّدِيْ وَمَقْصُودِيْ لا تُخَيِّبْ هذَا الذَّلِيْلَ عَنْ شاطِئِ عِزِّكَ، وَلا تَحْرِمْ هذَا المِسْكِينَ عَنْ مَيادِيْنِ غَنائِكَ، وَلا تَطْرُدْ هذَا السَّائِلَ عَنْ أَبْوابِ فَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ وَمَوْهِبَتِكَ، ثُمَّ ارْحَمْ هذَا المُفْتَقِرَ الَّذِيْ ما اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ وَلِيًّا دُونَكَ وَلا أَنِيْسًا سِواكَ وَلا مُصاحِبًا غَيْرَكَ وَلا مَحْبُوبًا إِلاَّ أَنْتَ وَلا مَقْصُودًا إِلاَّ إِيَّاكَ، ثُمَّ انْظُرْنِيْ يا إِلهِي بِلَحَظاتِ رَحْمَتِكَ ثُمَّ اغْفِرْ جَرِيْراتِي وَجَرِيراتِ أَحِبَّتِكَ الَّتِيْ حالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِنْزالِ نَصْرِكَ وَإِفْضالِكَ، ثُمَّ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِ الَّتِيْ احْتَجَبَتْ بِها وُجُوهُنا عَنْ مُلاحَظَةِ أَنْوارِشَمْسِ أَلْطافِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ وَتَحْكُمُ كَيْفَ تَشآءُ لا تُسْئَلُ عَمَّا شِئْتَ بِسُلْطانِكَ وَلا تُرَدُّ عَمَّا قَضَيْتَ بِقَضائِكَ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيْزُ القادِرُ الحَيُّ الرَّؤُوفُ.
من ألواح الرضوان – من آثار حضرة بهاء الله – رسالة تسبيح وتهليل، ١٣٩ بديع، الصفحة ١٥٧
https://oceanoflights.org/Bahaullah/PM03/Bahaullah-PM03-020_ar.htm
﴿ بِسْمِكَ الأَحْلَى الأبهى ﴾
إِنَّكَ أَنْتَ يا إِلهِي لَمَّا اسْتَوَيْتَ عَلَى كُرْسِيِّ عِزِّ فَرْدانِيَّتِكَ وَتَعَلَّيْتَ عَلَى عَرْشِ رَحْمَةِ وَحْدانِيَّتِكَ، يَنْبَغِيْ بِأَنْ تَمْحُوَ عَنْ قُلُوبِ المُمْكِناتِ ما يَمْنَعُهُمْ عَنِ الدُّخُولِ فِي حَرَمِ أَسْرارِ رُبُوبِيَّتِكَ، وَيَحْجُبُهُمْ عَنِ الوُرُودِ فِي سُرادِقِ أُلُوهِيَّتِكَ، لِيَجْعَلَ كُلَّ القُلُوبِ مِرْآةً لِجَمالِكَ وَمُدِلاًّ عَلَيْكَ وَحاكِيًا عَنْكَ، لِيَظْهَرَ فِي كُلِّ شَيْءٍ آثارُ عِزِّ سَلْطَنَتِكَ وَإِشْراقُ أَنْوارِ قُدْسِ حُكُومَتِكَ، لِيُوَحِّدَكَ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ بِما تَجَلَّيْتَ لَهُمْ بِهِمْ بِمَظْهَرِ تَفْرِيْدِكَ، ثُمَّ عَرِّ يا إِلهِي عِبادَكَ عَنْ قَمِيْصِ النَّفْسِ وَالهَوى، أَوْ َعَرِّجْ عُيُونَ بَرِيَّتِكَ إِلَى مَقامِ الَّذِيْ لا يُشاهِدُنَّ فِي الهَوى إِلاَّ هُبُوبَ هَوآءِ عِزِّ صَمَدانِيَّتِكَ، وَلا يَنْظُرُنَّ فِي النَّفْسِ إِلاَّ ظُهُورَ نَفْسِ رَحْمانِيَّتِكَ، لِيُطَهَّرَ الأَرْضُ وَما عَلَيْها عَنِ الدَّلالَةِ لِغَيْرِكَ وَالتَّحَكِّي عَنْ مَظاهِرِ نَفْيِكَ، وكُلُّ ذلِكَ يَظْهَرُ فِي المُلْكِ بِقَوْلِكَ كُنْ فَيَكُونُ بَلْ أَقْرَبَ مِنْ ذلِكَ، وَلكِنَّ النَّاسَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ يا مَحْبُوبِيْ فَوَعِزَّتِكَ حِيْنَئِذٍ أُشاهِدُ بِأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِيْ كُلَّ ما دَعَوْتُكَ بِهِ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبارَكَةِ الَّتِيْ جَعَلْتَها حاكِيَةً عَنْ أَنِيسِ جَمالِكَ وَمُصاحِبِ وَجْهِكَ قَبْلَ ذِكْرِيْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَإِظهارِيْ فِي ساحَةِ قُدْسِكَ، بِحَيْثُ جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ مَظْهَرَ أَمْرِكَ وَمَطْلَعَ فِعْلِكَ وَمَكْمَنَ عِلْمِكَ وَمَخْزَنَ حِكْمَتِكَ، وَأُشاهِدُ بِأَنَّ كُلَّ ما خُلِقَ بِقُدْرَتِكَ وَذُوِّتَ بِاقْتِدارِكَ لَوْ يُنْقَصُ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ خَرْدَلٍ مِنْ ظُهُوراتِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ لَنْ يَتِمَّ أَرْكانُ صُنْعِ صَمَدانِيَّتِكَ وَلَنْ يَكْمُلَ جَواهِرُ حِكْمَةِ رَبَّانِيَّتِكَ، لأنَّ حُرُوفاتِ النَّفْيِ مَعَ بُعْدِهِنَّ عَنْ نَفَحاتِ قُدْسِ عِرْفانِكَ وَمَعَ غَفْلَتِهِنَّ عَنْ بَدائِعِ إِشْراقِ فَجْرِ جَمالِكَ فِي سَمآءِ إِجْلالِكَ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي مُلْكِكَ كَيْفَ يَعْلُو كَلِماتُ إِثْباتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوبِي كُلُّ الْوُجُودِ وُجِدَ لإِعْلآءِ نَصْرِكَ وَانْتِصارِكَ، وَكُلُّ الحُدُوداتِ آياتٌ لِسَلْطَنَتِكَ وَمُنادٍ لاقْتِدارِكَ، تَعالَى تَعالَى بَدائِعُ قُدْرَتِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِحَيْثُ جَعَلْتَ أَدْنى خَلْقِكَ مَطْلَعًا لأَعْلى صِفاتِكَ وَأَحْقَرَ صُنْعِكَ مَحَلاًّ لأَعْظَمِ أَسْمائِكَ، بِحَيْثُ جَعَلْتَ الفَقْرَ مَظْهَرًا لِغَنائِكَ وَالذُّلَّ سَبِيلاً لِعِزِّكَ وَالخَطَأَ سَبَبًا لِغُفْرانِكَ، وَبِهِمْ تُثْبَتُ لِنَفْسِكَ أَسْمائُكَ الحُسْنى وَلِذاتِكَ بَدائِعَ صِفاتِكَ العُلْيا، إِذًا يا إِلهِي لَمَّا أَرَدْتَ أَنْ تُدْخِلَ كُلَّ الأَشْياءِ فِي سُرادِقِ عِزِّ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ، وَتُهِبَّ عَلَى كُلِّ الوُجُوْدِ مِنْ أَرْياحِ قَمِيْصِ عِزِّ فَرْدانِيَّتِكَ، وَتَنْظُرَ كُلَّ شَيْءٍ بِلَحَظاتِ أَعْيُنِ جُودِكَ وَوَحْدانِيَّتِكَ، أَسْئَلُكَ بِحُبِّكَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ عِلَّةَ ظُهُوراتِ قُدْسِ صَمَدانِيَّتِكَ وَشُعْلَةَ قُلُوبِ الْمُشْتاقِينَ مِنْ خَلْقِكَ، بِأَنْ تَخْلُقَ حِينَئِذٍ لِمُخْلِصِيْكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَمُحِبِّيكَ مِنْ أَحِبَّتِكَ مِنْ جَوْهَرِ الجُودِ وَالعَطآءِ وَساذِجِ الفَضْلِ وَالبَهآءِ رِضْوانَ قُدْسِكَ الأَعْلى، وَتَجْعَلَهُ مُقَدَّسًا عَنْ كُلِّ ما سِواكَ وَمُنَزَّهًا عَنْ دُونِكَ، ثُمَّ اخْلُقْ يا إِلهِي فِيها مِنْ أَنْوارِ عَرْشِكَ مُغَنِّياتٍ مِنْ بَدائِعِ صُنْعِكَ الأَحْلى لِيَذْكُرْنَكَ بِكَلِماتِ الَّتِي جَعَلْتَها مُطَهَّرًا عَمَّا سَمِعَتْها أُذُنُ الخَلِيقَةِ مِنْ أَهْلِ أَرْضِكَ وَسَمائِكَ وَمُقَدَّسًا عَنْ عِرْفانِ بَرِيَّتِكَ، ثُمَّ افْتَحْ أَبْوابَ هذِهِ الجَنَّةِ عَلَى وَجْهِ أَحِبَّائِكَ لَعَلَّ يَدْخُلُونَ فِيْها بِاسْمِكَ وَسَلْطَنَتِكَ، لِيَتِمَّ بِذلِكَ سُلْطانُ مَواهِبِكَ عَلَى أَصفِيائِكَ وَمَلِيْكُ عَطائِكَ عَلَى أُمَنائِكَ، لِيَذْكُرُنَّكَ فِيْها بِنَغَماتِ الَّتِيْ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَتَغَنَّى بِها أَوْ يَتَكَلَّمَ عَلَيْها حَتَّى لا يَخْطُرَ عَلَى قَلْبِ أَحَدٍ مِنْ بَرِيَّتِكَ التَّلَبُّسُ بِأَثْوابِ صَفْوَتِكَ وَالتَّظَهُّرُ بِظُهُوراتِ أَحِبَّتِكَ، وَلِئَلا يَشْتَبِهَ عَلَى أَحَدٍ مُحِبِّيكَ عَنْ مُبْغِضِيكَ وَمُخْلِصِيكَ عَنْ مُعانِدِيكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ ما تُرِيْدُ لَقادِرٌ مُقْتَدِرٌ قَدِيْرٌ، سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَحْبُوبِي مِنْ أَنْ تُعْرَفَ بِأَعْلى عِرْفانِ المَوْجُوداتِ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِأَبْهى وَصْفِ المُمْكِناتِ، لأَنَّ مُنْتَهى عِرْفانِ العِبادِ فِي مُنْتَهى ذِرْوَةِ الْقُصْوى لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يَصْعَدَ عَنْ حَدِّ الإِنْشآءِ، وَلَنْ يُمْكِنَ أَنْ يَتَعارَجَ عَنْ شَأْنِ الإِمْكانِ وَبِما قُدِّرَ لَهُ مِنْ شُئُونِ القَضآءِ، فَكَيْفَ يَقْدِرُ ما خُلِقَ بِمَشِيَّةِ الإِمْكانِيَّةِ فِي رُتْبَةِ الإِمْكانِ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى هَوآءِ قُدْسِ عِرْفانِكَ أَوْ يَصِلَ إِلَى مَقَرِّ عِزِّ اقْتِدارِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ أَنْ يَطِيْرَ الفانِيْ إِلَى عَرْشِ بَقائِكَ أَوْ يَصِلَ الفَقِيرُ إِلَى ذِرْوَةِ اسْتِغْنائِكَ، لَمْ تَزَلْ وَاصِفَ نَفْسِكَ لِنَفْسِكَ بِنَفْسِكَ وَناعِتَ ذاتِكَ لِذاتِكَ بِذاتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوبِي لَمْ يَكُنْ غَيْرُكَ مَذْكُورًا حَتَّى يَعْرِفَكَ وَلا دُونُكَ مَوْجُودًا لِيَذْكُرَكَ، أَنْتَ الَّذِيْ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ فِي مُلْكِكَ بِظُهُورِ عِزِّ وَحْدانِيَّتِكَ وَطُلُوعِ قُدْسِ كِبْرِيائِيَّتِكَ، وَلَوْ يُذْكَرُ فِي مَمالِكِ الإِنْشآءِ مِنْ أَعْلى نُقْطَةِ البَقآءِ إِلَى مُنْتَهى رُتْبَةِ الثَّرى أَحَدٌ دُونُكَ كَيْفَ يُثْبَتُ اسْتوائُكَ عَلَى عَرْشِ فَرْدانِيَّتِكَ وَيَعْلُو بَدائِعُ ذِكْرِكَ فِي كَلِمَةِ تَوْحِيدِكَ وَوَحْدانِيَّتِكَ، وَأَشْهَدُ حِيْنَئِذٍ بِما شَهِدْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ قادِرًا بِمَظاهِرِ قُدْرَتِكَ لآياتِ قُدْرَتِكَ وَعالِمًا بِمَطالِعِ عِلْمِكَ بِكَلِماتِ عِلْمِكَ، وَلَمْ يَكُنْ دُونُكَ مِنْ شَيْءٍ لِيُذْكَرَ تِلْقآءَ مَدْيَنِ تَوْحِيْدِكَ وَلا غَيْرُكَ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يُوصَفَ فِي ساحَةِ قُدْسِ تَفْرِيدِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي عَلَى ظُهُورِ مَواهِبِكَ وَعَطائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ يا مَحْبُوبِي عَلَى طُلُوعِ شَمْسِ عِنايَتِكَ وَإِفْضالِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَهْدِي المُضِلِّينَ إِلَى تَشَعْشُعِ أَنْوارِ صُبْحِ هِدايَتِكَ وَيُوصِلُ المُشْتاقِينَ إِلَى مَكْمَنِ إِشْراقِ نُورِ جَمالِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يُقَرِّبُ المَرِيْضَ إِلَى مَعِينِ شِفائِكَ وَالبَعِيدَ إِلَى كَوْثَرِ لِقائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَنْزَعُ عَنْ هَياكلِ العِبادِ قَمِيْصَ الذُّلِّ وَالفَنآءِ وَيُلْبِسُهُمْ رِداءَ العِزِّ وَالبَقآءِ وَيَهْدِي الفُقَرآءَ إِلَى شاطِئِ القُدْسِ وَالاسْتِغْنآءِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَنْطِقُ الْوَرْقاءُ عَلَى أَفْنانِ سِدْرَةِ البَقاءِ، بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَنْ ذِكْرِ دُونِكَ وَمُتَعالِيًا عَنْ وَصْفِ ما سِواكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَغَنُّ عَنْدَلِيبُ البَهآءِ فِي جَبَرُوتِ العَمآءِ بِأَنَّ عَلِيًّا عَبْدُكَ الَّذِيْ اصْطَفَيْتَهُ بَيْنَ رُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ وَجَعَلْتَهُ مَظْهَرًا لِنَفْسِكَ فِي كُلِّ ما يَرْجِعُ إِليْكَ مِنْ ظُهُوراتِ صِفاتِكَ وَبُرُوزاتِ أَسْمائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُقِيْمُ كُلَّ شَيْءٍ بِثَنآءِ نَفْسِكَ وَذِكْرِ ذاتِكَ وَتُنْطِقُ كُلَّ الوُجُودِ بِأَذْكارِ سُلْطانِ جَمالِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَمْلأُ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ مِنْ آياتِ عِزِّ هُوِيَّتِكَ وَيُدْخِلُ كُلَّ شَيْءٍ فِي سُرادِقِ قُرْبِكَ وَلِقائِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَجْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ كِتابَ وَصْفِكَ وَصَحِيْفَةَ ذِكْرِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَسْتَوِي ظُهُوراتُ سَلْطَنَتِكَ عَلَى عَرْشِ حُكومَتِك وتَسْتَقِرُّ شُئُوناتُ إِجْلالِكَ عَلَى كُرْسِيِّ أُلُوهِيَّتِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُثْمِرُ أَشْجارُ اليابِسَةِ مِنْ نَسَماتِ قُدْسِ إِكْرامِكَ وَيُجَدَّدُ هَياكِلُ المَوجُوداتِ مِنْ أَرْياحِ عِزِّ إِفْضالِكَ، فَلَكَ اَلحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُنَزِّلُ آياتِ عِزِّ تَوْحيْدِكَ مِنْ سَمآءِ قُدْسِ تَفْرِيدِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تُعَلِّمُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ جَواهِرِ عِلْمِكَ وَساذِجِ حِكْمَتِكَ وَلا يُخَيَّبُ المَساكِيْنُ عَنْ أَبْوابِ رَحْمَتِكَ وَإِحْسانِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يَسْتَغْنِي كُلُّ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ مِنْ كَنائِزِ اسْتِغْنائِكَ وَيَتَعَلَّى المُمْكِناتُ إِلَى ذِرْوَةِ عِزِّ أَلْطافِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَطِيرُ قُلُوبُ العُشَّاقِ فِي هَوآءِ القُرْبِ وَالاشْتِياقِ وَيَسْتَضِيءُ نُورُ النُّورِ فِي شَطْرِ العِراقِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يَنْقَطِعُ المُقَرَّبُونَ عَنْ كُلِّ الجِهاتِ وَيَجْذِبُهُمْ إِلَى عَرْشِ الأَسْمآءِ وَالصِّفاتِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَغْفِرُ الخَطَأَ وَالعِصْيانَ وَتَقْضِي حَوائِجَ كُلِّ الأَدْيانِ وَتُهِبُّ رَوائِحَ الغُفْرانِ عَلَى الإِمْكانِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يَصْعَدُ المُوَحِّدُونَ إِلَى مَعارِجِ حُبِّكَ وَيَرْتَقِي المُخْلِصُونَ إِلَى رِضْوانِ وَصْلِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ يُقْضى حَوائِجُ الطَّالِبِينَ وَمَقاصِدُ العارِفِينَ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ تَمْحُو عَنِ القُلُوبِ إِشاراتُ التَّحْدِيْدِ وَتُثْبَتُ آياتُ التَّوْحِيدِ، فَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا بِهِ حَمِدْتَ نَفْسَكَ فِي أَزَلِ الآزالِ وَجَعَلْتَهُ مُقَدَّسًا عَنِ الشِّبْهِ والضِّدِّ وَالمِثالِ، يا مَنْ بِيَدِكَ جَبَرُوتُ الفَضْلِ وَالإِفْضالِ وَمَلَكُوتُ العِزِّ وَالإِجْلالِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي وَسَيِّدِي تَشْهَدُ وَتَرَى وَتَعْلَمُ ما وَرَدَ عَلَى أَحِبَّتِكَ فِي أَيَّامِكَ وَنَزَلَ عَلَى صَفْوَتِكَ مِنْ تَرادُفِ بَلاياكَ وَتَتابُعِ قَضاياكَ وَتَوالِي رزاياكَ، حَيْثُ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ وَأَخَذَتْهُمْ شُئُوناتُ قَهْرِكَ مِنْ كُلِّ الجِهاتِ وَآثارُ خَشْيَتِكَ مِنْ كُلِّ الأَقْطارِ، وَسُدَّتْ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَبْوابُ رَحْمَتِكَ وَعِنايَتِكَ وَمُنِعَتْ عَنْ رِضْوانِ قُلُوبِهِمْ أَمْطارُ فَيْضِ فَضْلِكَ وَأَلْطافِكَ، أَتَحْرِمُ يا إِلهِي مُحِبِّيكَ عَنْ بَدائِعِ نَصْرِكَ وَانْتِصارِكَ، أَتُخَيِّبُ يا مَحْبُوبِيْ مُخْلِصِيْكَ عَنْ جَوامِعِ جُودِكَ وَإِنْعامِكَ، أَتَمْنَعُ يا سَيِّدِيْ عارِفِيْكَ عَنْ شاطِئِ قُدْسِ عِرْفانِكَ، وَهَلْ تَقْطَعُ عَنْ أَفْئِدَةِ مُرِيدِيكَ أَمْطارَ عِزِّ إِفْضالِكَ؟ لا فَوَعِزَّتِكَ أَشْهَدُ حِيْنَئِذٍ بِأَنَّ رَحْمَتَكَ سَبَقَتِ المُمْكِناتِ وَعِنايَتَكَ أَحاطَتْ كُلَّ مَنْ فِي الأَرَضِيْنَ وَالسَّمَواتِ، لَمْ تَزَلْ كانَتْ أَبْوابُ جُودِكَ مَفْتُوحَةً عَلَى وَجْهِ عِبادِكَ، وَلا تَزالُ نَسَماتُ فَضْلِكَ سارِيَةً عَلَى قُلُوبِ خَلْقِكَ وَأَمْطارُ مَكْرُمَتِكَ جارِيَةً عَلَى بَرِيَّتِكَ وَأَهْلِ مَمْلَكَتِكَ، وَأَعْلَمُ بِأَنَّكَ تَأَخَّرْتَ ظُهُوراتِ نَصْرِكَ فِي الإِنْشآءِ لِما سَبَقَ بِهِ عِلْمُكَ مِنْ أَسْرارِ القَضآءِ وَخَفِيَّاتِ ما قُدِّرَ خَلْفَ حُجُباتِ الإِمْضاءِ، لِيُفْصَلَ بِذلِكَ مَنْ دَخَلَ فِي ظِلِّ رَحْمَتِكَ الكُبْرى عَنِ الَّذِي اسْتَكْبَرَ عَلَيْكَ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنِ اللِّقآءِ عِنْدَ ظُهُورِ جَمالِكَ الأَعْلى، فَسُبْحانَكَ فَسُبْحَانَكَ يا مَحْبُوبِيْ لَمَّا فُصِّلَ فِي المُلْكِ أَحِبَّائُكَ مِنْ أَعْدائِكَ وَتَمَّ حُجَّتُكَ الأَعْظَمُ وَبُرْهانُكَ الأَقْوَمُ عَلَى كُلِّ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، إِذًا فَارْحَمِ الَّذِيْنَ هُمْ اسْتُضْعِفُوا فِي أَرْضِكَ بِما وَرَدَ عَلَيْهِمْ فِي سَبِيلِكَ، ثُمَّ ارْفَعْهُمْ يا إِلهِي بِاقْتِدارِكَ وَمَشِيَّتِكَ ثُمَّ أَظْهِرْهُمْ عَلَى الأَمْرِ بِسَلْطَنَتِكَ وَإِرادَتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ ما أَرَدْتَ فِي ظْهُوراتِ نَصْرِكَ إِلاَّ ارْتِفاعَ أَمْرِكَ وَإِعْلآءَ كَلِمَتِكَ، وَإِنِّيْ لأَيْقَنْتُ بِأَنَّكَ لَوْ تُؤَخِّرُ فِي إِنْزالِ نَصْرِكَ وَإِظْهارِ قُدْرَتِكَ لَتَمْحُو آثارُ سَلْطَنَتِكَ فِي مُلْكِكَ وَتَضْمَحِلُّ آياتُ حُكُومَتِكَ فِي مَمْلَكَتِكَ، فَيا إِلهِي قَدْ ضَاقَ صَدْرِيْ وَأَخَذَنِيَ الهَمُّ وَالغَمُّ عَنْ كُلِّ الجِهاتِ بِما أَسْمَعُ كُلَّ ذِكْرٍ بَيْنَ عِبادِكَ دُوْنَ بَدائِعِ ذِكْرِكَ، وَأَرى كُلَّ شَيْءٍ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ إِلاَّ ما أَمَرْتَهُمْ بِهِ بِأَمْرِكَ وَقَضَيْتَ لَهُمْ بِسُلْطانِ مَشِيَّتِكَ وَقَدَّرْتَ لَهُمْ بِمَلِيكِ تَقْدِيْرِكَ، وَبَلَغُوا فِي الغَفْلَةِ إِلَى مَقامِ الَّذِيْ لَوْ أَحَدٌ مِنْ أَحبَّائِكَ يُلْقِي عَلَيْهِمْ مِنْ بَدائِعِ آياتِ تَوْحِيدِكَ وَجَواهِرِ كَلِماتِ عِزِّ تَفْرِيْدِكَ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَيَعْتَرِضُونَ َعَلَيْهِ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ أَحْصَيْتَ كُلَّ ذلِكَ بِإِحاطَةِ قَيُّومِيَّتِكَ وَأَحَطْتَ بِاقْتِدارِ رُبُوبِيَّتِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ يا سَيِّدِيْ فَانْظُرْ إِلَى صُدُورِ الَّتِيْ تَشَبَّكَتْ مِنْ سِهامِ أَعْدائِكَ فِي مَحَبَّتِكَ، وَعَلَى رُؤُوسِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ عَلَى القَناةِ لإِعْلآءِ أَمْرِكَ وَارْتِفاعِ ذِكْرِكَ، ثُمَّ ارْحَمْ قُلُوبَ الَّتِيْ احْتَرَقَتْ مِنْ نارِ حُبِّكَ وَوَرَدَ عَلَيْهِمْ ما أَنْتَ تَعْلَمُ بِعِلْمِكَ، سُبْحانَكَ يا إِلهِي أَنْتَ تَعْلَمُ ما قُضِيَ مِنْ أَيَّامِكَ فِي عِشْرِيْنَ مِنَ السِّنِينَ إِلَى أَنْ بَلَغَ الزَّمانُ إِلَى الحِينِ وَوَرَدَ عَلَى أَصْفِيائِكَ فِي هذِهِ المُدَّةِ البَعِيْدَةِ ما لا يُحْصى بِالبَيانِ وَلا يُذْكَرُ بِاللِّسانِ، بِحَيْثُ ما وَجَدُوا مَوْطِنَ أَمْنٍ وَلا مَقْعَدَ صِدْقٍ، إِذًا يا إِلهِي بَدِّلْ خَوْفَهُمْ بِظُهُوراتِ أَمْنِكَ وَأَمانِكَ وَذُلَّهُمْ بِسُلْطانِ عِزِّكَ وَفَقْرَهُمْ بِمَلِيكَ غَنائِكَ وَاضْطِرابَهُمْ بِبَدائِعِ اسْتِقْرارِكَ، وَهُبَّ عَلَيْهِمْ مِنْ نَسَماتِ عِزِّكَ وَرَحْمَتِكَ، ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ مِنْ بِدائِعِ عِنايَتِكَ ما يُغْنِيْهِمْ عَنْ دُوْنِكَ وَيَنْقَطِعُهُمْ عَمَّا سِواكَ لِيَظْهَرَ سُلْطانُ أَحَدِيَّتِكَ وَمَلِيكُ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ، أَما تَنْظُرُ يا إِلهِي عَلَى دُمُوعِ الَّتِيْ جَرَتْ عَلَى خُدُودِ أَحِبَّتِكَ؟ وَأَما تَرْحَمُ يا مَحْبُوبِيْ عُيُونَ الَّتِيْ عَمَتْ فِي فِراقِكَ وَتَعْطِيلِ آياتِ نَصْرِكَ؟ وَأَما تَنْظُرُ يا سَيِّدِيْ قُلُوبَ الَّتِيْ اسْتَدَفَّتْ فِيها وَرْقاءُ عِشْقِكَ وَشَوْقِكَ؟ فَوَعِزَّتِكَ كادَ الأَمْرُ يَصِلُ إِلَى مَقامٍ يَمْحُو الرَّجآءُ عَنْ أَفْئِدَةِ أَصْفِيائِكَ وَيأْخُذُهُمْ نَقَماتُ اليَأْسِ بِما وَرَدَ عَلَيْهِمْ فِي أَيَّامِكَ، فَها أَنَا ذا يا إِلهِي هَرَبْتُ عَنْ نَفْسِيْ إِلَى نَفْسِكَ وَعَنْ ذاتِيْ إِلَى تَجَلِّياتِ أَنْوارِ ذاتِكَ، وَعَنْ شُئُوناتِ بُعْدِيْ وَغَفْلَتِيْ إِلَى نَفَحاتِ قُرْبِكَ وَذِكْرِكَ، وَوَفَدْتُ عَلَى تُرابِ مَدْيَنِ مَغْفِرَتِكَ وَإِحْسانِكَ وَسَكَنْتُ فِي جِوارِ رَحْمَتِك الْكُبْرى، وَأَسْتَشْفِعُ بِسُلْطانِ ذِكْرِكَ فِي قَمِيصِ جَمالِكَ الأَلْطَفِ الأَعْلى، بِأَنْ تُنَزِّلَ فِي هذِهِ السَّنَةِ عَلَى أَحِبَّتِكَ ما يَنْفَعُهُمْ عَنْ دُونِكَ وَيُخَلِّصُهُمْ لِظُهُوراتِ مَلِيْكِ مَشِيَّتِكَ وَسُلْطانِ إِرادَتِكَ، بِحَيْثُ لا يُرِيْدُونَ إِلاَّ ما أَرَدْتَ لَهُمْ بِأَمْرِكَ وَلا يَشاؤُونَ إِلاَّ بِما شِئْتَ لَهُمْ بِمَشِيَّتِكَ، ثُمَّ طَهِّرْ يا إِلهِي أَبْصارَهُم لِمُشاهَدَةِ أَنْوارِ جَمالِكَ وَسَمْعَهُمْ لاسْتِماعِ نَغَماتِ وَرْقاءِ عِزِّ هُوِيَّتِكَ، ثُمَّ امْلأْ قُلُوبَهُمْ مِنْ بَدائِعِ حُبِّكَ ثُمَّ احْفَظْ لِسانَهُمْ عَنْ ذِكْرِ غَيْرِكَ وَوُجُوهَهُمْ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَى غَيْرِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيْزُ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ، ثُمَّ احْفَظْ يا مَحْبُوبِي بِمَحَبَّتِكَ إِيَّاهُمْ وَمَحَبَّتِهِمْ إِيَّاكَ هذا العَبْدَ الَّذِيْ فَدى بِكُلِّهِ لِحَضْرَتِكَ وَأَنْفَقَ كُلَّ ما أَعْطَيْتَهُ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِكَ وَمَناهِجِ رِضائِكَ عَنْ كُلِّ ما يَكْرَهُهُ نَفْسُكَ، ثُمَّ مِنْ كُلِّ ما يَمْنَعُنِي عَنِ الدُّخُولِ فِي سُرادِقِ قُدْسِ سَلْطَنَتِكَ وَالوُرُودِ إِلَى مَقاعِدِ عِزِّ أَحَدِيَّتِكَ، ثُمَّ اجْعَلْنِي يا إِلهِي مِنَ الَّذِيْنَ ما شَغَلَهُمْ شَيْءٌ عَنْ زيارَةِ جَمالِكَ وَالتَّفَكُّرِ فِي بَدائِعِ صُنْعِ أَزَليَّتِكَ حَتَّى لا أَسْتَأْنِسَ بِأَحَدٍ دُونَكَ وَلا أَلْتَفِتَ إِلَى نَفْسٍ سِواكَ، وَلا أَرى فِي شَيْءٍ عَمَّا خَلَقْتَهُ فِي مَلَكُوتِ مُلْكِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ بَدِيعَ جَمالِكَ وَظُهُورَ أَنْوارِ وَجْهِكَ، وَأَسْتَغْرِقَ فِي طَماطِمِ سُلْطانِ رُبُوبِيَّتِكَ وَيَمايِمِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ عَلَى مَقامِ الَّذِيْ أَنْسى كُلَّ الأَذْكارِ دُونَ أَذْكارِ عِزِّ هُوِيَّتِكَ، وَأَغْفَلُ عَنْ كُلِّ الإِشاراتِ يا مَنْ بِيَدِكَ جَبَرُوتُ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ، فَسُبْحَانَكَ يا مَقْصُودِيْ فَوَعِزَّتِكَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَلَى شَأْنِ الَّذِيْ لَوْ يَحْضُرْنَ بَيْنَ يَدَيَّ طَلَعاتُ اللَّواتِي كُنَّ فِي غُرَفاتِ عِصْمَتِكَ، وَسَتَرْتَ جَمالَهُنَّ عَنْ مُلاحَظَةِ المَوْجُوداتِ وَطَهَّرْتَ وُجُوهَهُنَّ عَنْ مُشاهَدَةِ المُمْكِناتِ وَيَظْهَرْنَ بِظُهُوراتِ أَنْوارِ جَمالِكَ المَنِيْعِ، لا أَلْتَفِتُ عَلَيْهِنَّ وَلا أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِنَّ إِلاَّ لِمُلاحَظَةِ أَسْرارِ صُنْعِكَ الَّذِيْ تَحَيَّرَتْ فِيْهِ أَفْئِدَةُ المُقَرَّبِينَ وَكاعَتْ أَنْفُسُ العارِفِينَ، وَأَرْتَقِي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ إِلَى مَقامِ الَّذِيْ لَنْ يَشْغَلَنِيْ شَأْنٌ عَنْ شُئُوناتِ عِزِّ قَيُّومِيَّتِكَ وَلا تَحْجُبُنِيْ هَنْدَسِيَّاتُ المُلْكيَّةِ عَنْ ظُهُوراتِ قُدْسِ أُلُوْهِيَّتِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحانَكَ يا إِلهِي وَمَحْبُوبِي وَسَيِّدِيْ وَمَقْصُودِيْ لا تُخَيِّبْ هذَا الذَّلِيْلَ عَنْ شاطِئِ عِزِّكَ، وَلا تَحْرِمْ هذَا المِسْكِينَ عَنْ مَيادِيْنِ غَنائِكَ، وَلا تَطْرُدْ هذَا السَّائِلَ عَنْ أَبْوابِ فَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ وَمَوْهِبَتِكَ، ثُمَّ ارْحَمْ هذَا المُفْتَقِرَ الَّذِيْ ما اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ وَلِيًّا دُونَكَ وَلا أَنِيْسًا سِواكَ وَلا مُصاحِبًا غَيْرَكَ وَلا مَحْبُوبًا إِلاَّ أَنْتَ وَلا مَقْصُودًا إِلاَّ إِيَّاكَ، ثُمَّ انْظُرْنِيْ يا إِلهِي بِلَحَظاتِ رَحْمَتِكَ ثُمَّ اغْفِرْ جَرِيْراتِي وَجَرِيراتِ أَحِبَّتِكَ الَّتِيْ حالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِنْزالِ نَصْرِكَ وَإِفْضالِكَ، ثُمَّ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِ الَّتِيْ احْتَجَبَتْ بِها وُجُوهُنا عَنْ مُلاحَظَةِ أَنْوارِ شَمْسِ أَلْطافِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ وَتَحْكُمُ كَيْفَ تَشآءُ لا تُسْئَلُ عَمَّا شِئْتَ بِسُلْطانِكَ وَلا تُرَدُّ عَمَّا قَضَيْتَ بِقَضائِكَ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيْزُ القادِرُ الحَيُّ الرَّؤُوفُ.