Return   Facebook

The Universal House of Justice

Ridván 2024

To the Bahá’ís of the World

Dearly loved Friends,

مرّت سنتان من سني مسعى السّنوات التّسع الهائل مسرعة، وبعزم تناول أحبّاء الله أهدافه من صميم قلوبهم. هناك في جميع أنحاء العالم البهائيّ عمقٌ متزايدٌ في الفهم حول ما هو مطلوب لمواصلة توسيع عمليّة بناء الجامعة وإحداث تحوّل اجتماعيّ عميق. ولكن مع كلّ يومٍ يمرّ نرى أيضًا أنّ أوضاع العالم تزداد بؤسًا وانقساماته تشتدّ حدّة. إنّ التّوتّرات المتصاعدة داخل المجتمعات وبين الأمم تؤثّر على الشّعوب والأماكن بطرق لا تعدّ ولا تحصى.

إنّ أمرًا كهذا يتطلّب ردًّا واعيًا من كلّ صاحب ضميرٍ حيّ. إنّنا ندرك تمامًا أنّ جامعة الاسم الأعظم ليست بمنأى عن التّأثّر بمتاعب المجتمع وآلامه، مع ذلك ورغم تأثّرها بهذه المصاعب إلّا أنّها لا يمتلكها الحيرة والارتباك. إنّها تحزن لمعاناة البشريّة وآلامها ولكنّها لا تضعف ولا تُشَّل بسببها. إنّ الاهتمام الصّادق المخلص لا بدّ أن يدفع بقوّة إلى بذل جهدٍ متواصل لبناء جامعات تبعث الأمل بدلًا من اليأس، والوحدة عوضًا عن الصّراع.

لقد وصف حضرة شوقي أفندي بوضوح كيف أنّ عمليّة "التّدهور المتزايد في الشّؤون الإنسانيّة" توازيها عمليّة أخرى، ألا وهي عمليّة التّكامل والبناء، الّتي من خلالها يتمّ تشييد "سفينة نجاة البشريّة"، وهي "الملاذ الأخير" للمجتمع. إنّه لمن دواعي سرورنا أن نرى، في كلّ بلد وإقليم، ممارسين حقيقيّين للسّلام منشغلين ببناء هذا الملاذـ نرى ذلك في قصّة كلّ قلبٍ اشتعل بمحبّة الله، في عائلةٍ تفتح بيتها لأصدقاء جدد، في متعاونين يعتمدون على تعاليم حضرة بهاء الله لمعالجة مشكلة اجتماعيّة، في جامعةٍ تعزّز ثقافة الدّعم المتبادل، في حيٍّ أو قريةٍ تتعلّم بدء واستدامة الأعمال والأنشطة اللّازمة لتقدّمها الرّوحانيّ والمادّيّ، في ثَمَّ مكانٍ ينعم بانبثاق محفلٍ روحانيٍّ جديدٍ فيه.

إنّ أساليب الخطّة وأدواتها تتيح لكلّ نفسٍ المساهمة بنصيبٍ ممّا تحتاجه البشريّة في يومنا هذا. وبعيدًا عن تقديم مرهمٍ مؤقّت لعلل اللّحظة وآلامها، فإنّ نفاذ الخطّة هو الوسيلة الّتي يتمّ من خلالها إطلاق عمليّات بنّاءة طويلة المدى تتكشّف عبر الأجيال في كلّ مجتمع. كلّ هذا يشير إلى نتيجة ملحّة لا مناص منها: يجب أن يكون هناك ارتفاع مطّرد وسريع في عدد أولئك الّذين يكرّسون وقتهم، وطاقتهم، وتركيزهم، من أجل نجاح هذا العمل.

أين يمكن للعالم أن يجد رؤيةً رحيبةً بما يكفي لتوحيد كافّة عناصره المتنوّعة المتباينة سوى في مبدأ وحدة الجنس البشريّ لحضرة بهاء الله؟ بأيّة طريقة يستطيع العالم أن يعالج الصّدوع والفجوات الاجتماعيّة الّتي تقسّمه وتفكّكه سوى ترجمة هذه الرّؤية إلى نظمٍ يقوم على مبدأ الوحدة في التّنوّع؟ ومَن سواكم يمكن أن يكون بمثابة الخميرة الّتي بفضلها تتمكّن شعوب العالم من اكتشاف طريقةٍ جديدةٍ للحياة، وسبيلٍ إلى سلامٍ مستدام؟ إذن مدّوا للجميع يد الصّداقة، والمسعى المشترك، والتّشارك في الخدمة، والتّعلّم الجماعيّ، وتقدّموا كنفسٍ واحدة.

نحن ندرك مدى الحيويّة والقوّة الّتي تتولّد في أيّ مجتمع استيقظ شبابه على رؤية حضرة بهاء الله ليصبحوا نصراء الخطّة الإلهيّة. فكم هائل مقدار ما يستلزم الشّباب البهائيّ من الرّأفة والشّجاعة والاعتماد الكامل على الله ليعقدوا العزم على التّواصل مع أقرانهم وإشراكهم في هذه المهمّة! يجب على الجميع أن يهبّوا، لكن الشّباب عليهم أن يحلّقوا.

ما تمليه اللّحظة الملحّة الرّاهنة يجب ألّا تحجب البهجة الخاصّة النّابعة من الخدمة. إنّ الدّعوة إلى الخدمة نداء يسمو بالرّوح ويشمل الجميع. إنّه يجذب كلّ نفس مؤمنة مخلصة حتّى أولئك الّذين أثقلتهم الهموم والالتزامات. لأنّ في جميع الشّؤون الّتي تَشغَل تلك النّفس المؤمنة يمكن اكتشاف ولاءٍ راسخ واهتمام دائم بخير ورفاه الآخرين. مثل تلك السّجايا تمنح الاتّساق لحياة ذات مطالب متنوّعة عديدة. وأحلى اللّحظات جميعها بالنّسبة لأيّ قلب مشتعل هي تلك الّتي تمضي برفقة أخوات وإخوة روحانيّين في خدمة ورعاية مجتمع يحتاج إلى قوتٍ روحانيّ.

في الأعتاب المقدّسة العليا وبقلوب فائضة بالمحبّة نرفع آيات الشّكر والامتنان إلى مقام حضرة بهاء الله على أن أقامكم ودرّبكم في مسالكه، ونبتهل إليه أن يغدق عليكم عميم بركاته.

 

Windows / Mac