Return   Facebook

The Universal House of Justice

Ridván 2025

To the Bahá’ís of the World

Dearly loved Friends,

إذ أوشك عامٌ واحدٌ على الانقضاء قبل أن يُسدل السّتار على المرحلة الأولى من خطّة السّنوات التّسع، يملؤنا الشّوق للإبلاغ عن التّقدّم الّذي أُحرز: فعبر مساعيكم النّبيلة تملأ الرّؤية الّتي يقدّمها الأمر المبارك المزيد والمزيد من القلوب بنور الأمل.

تواصل عمليّة النّموّ تقدّمها. لقد تحقّقت إنجازات باهرة في أرجاء مختلفة لم تشهد من قبل تقدّمًا ملحوظًا، حيث نمت بذرة الأمر المبارك وأزهرت براعم خضراء جديدة، وبدأت القدرة على العمل مع العديد من النّفوس في آنٍ واحدٍ في الظّهور. غالبًا ما تحقّقت هذه الإنجازات بفضل المهاجرين المخلصين الّذين اشتعلت قلوبهم بنار محبّة بارئهم فسرعوا إلى أماكن هجرتهم داخل بلدانهم وخارجها بأعدادٍ مثيرة للإعجاب. في المجموعات الجغرافيّة الّتي بدأ فيها برنامج النّموّ، تجدّد الاهتمام بكلّ مهارةٍ وابتكارٍ بتطبيق تلك الاستراتيجيّات وخطوط العمل الّتي أثبتت نجاعتها ممّا سيمكّن الأحبّاء من اجتياز المَعلَمين الثّاني والثّالث. وفي المجموعات الجغرافيّة ذات القدرات المشهودة، تحتضن مجموعة متنامية من النّفوس المنجذبة نمطًا نابضًا من الحياة البهائيّة مقلّبًا للقلوب, فغدت بوادر قوّة بناء المجتمع الكامنة في الأمر المبارك أكثر وضوحًا.

وفي الوقت نفسه حقّقت المشاركة مع المجتمع في مستوى القاعدة خطوات مذهلة إلى الأمام. لقد تضاعفت بوتيرةٍ أسرع مبادرات الجامعة للعمل الاجتماعيّ الّتي تركّز على التّعليم، بيد أنّ المبادرات الأخرى قد تقدّمت أيضًا في مجالات مثل الزّراعة والصّحّة والبيئة وتمكين المرأة والفنون. إنّ تطوّرات من هذا القبيل تتجلّى بوضوح في المجموعات الجغرافيّة الأقوى، فتصبح العديد من القر ى أو الأحياء، بل وحتّى شارع واحد أو مبنى ذو كثافة سكّانيّة عالية، موطنًا لسكانٍ يعيشون حالة من النّهوض والرّقيّ النّاتج عن ترجمة مبادئ الأمر المبارك إلى واقع ملموس. في بعض الأماكن، لا يقتصر الأمر على رجوع القادة المدنيّين والمسؤولين المحلّيّين عن تعليم الأطفال أو التّنمية الاجتماعيّة إلى البهائيّين لاستلهام وجهات نظرهم، بل يسعون أيضًا للتّعاون معهم في البحث عن حلول عمليّة. علاوة على ذلك، يسعدنا أن نر ى أنّ النّهج البهائيّ تجاه بعض الحوارات الهامّة يجذب اهتمامًا وإعجابًا متزايدين على المستويين الوطنيّ والدّوليّ .

تعتمد خطّة السّنوات التّسع على عمليّة تعلّم عالميّة واسعة النّطاق، تتجلّى بفاعليّة في مرتفعات بوليفيا كما في ضواحي سيدني. لقد أدّت عمليّة التّعلّم هذه إلى بلورة استراتيجيّات وأفعال قابلة للتّكيّف مع كلّ بيئة. إنّها منهجيّة؛ إنّها عضويّة؛ إنّها شاملة للجميع. إنّها تخلق روابط تتحوّل إلى علاقات ديناميكيّة بين العائلات، وبين الجيران، وبين الشّباب، وبين كلّ من هم مستعدّون ليكونوا نصراء في هذا المسعى المجيد. إنّها تُنش ئ جامعات تزخر بالإمكانات. إنّها تمكّن من تحقيق تطلّعاتٍ ساميةٍ يتشارك فيها النّاس الّذين ف رّقتهم الجغرافيا أو اللّغة أو الثّقافة أو الظّروف الاجتماعيّة، ولكنّهم الآن قد سمعوا واستجابوا

لنداء حضرة بهاء الله للعموم بأن "يلتفتوا إلى تدبير أمور بعضهم البعض بكمال الجدّ والاجتهاد". وهي تعتمد بالكامل على قوّة كلمة الله المحفّزة، تلك "القوّة الموحّدة"، "المحرّكة للنّفوس والضّابطة الرّابطة للعالم الإنسانيّ"، وعلى العمل المستمرّ الّذي تلهمه.

أمام كآبة سماءٍ عاصفة، كم هو ساطع النّور الّذي يتلألأ من جهودكم المخلصة! حتّى مع اشتداد العواصف في العالم، فإنّ مساعيكم في البلدان والأقاليم والمجموعات الجغرافيّة هي بمثابة الملاذات الّتي ستؤوي البشريّة. ولكن هناك الكثير ممّا يجب القيام به. لكلّ جامعة مركزيّة توقّعاتها الخاصّة للتّقدّم الّذي يجب إحرازه خلال هذه المرحلة الأولى من الخطّة. الوقت يمض ي سريعًا. أيّها الأحباء الأعزّاء، والمروّجون للتّعاليم الإلهيّة، وفرسان أمر الجمال الأبهى الأشاوس، إنّ جهودكم ضروريّة الآن. كلّ تقدّم يُحرز في الأشهر السّريعة الزّوال قبل الرّضوان القادم سيُعِدُّ جامعة الاسم الأعظم بشكلٍ أفضل لما يجب تحقيقه في المرحلة الثّانية من الخطّة الإلهيّة. نتمنّى لكم النّجاح والفلاح. من أجل هذا نلتمس من الله العليّ القدير متضرّعين إليه سائلين مدده العميم؛ من أجل هذا نبتهل إليه ليبعث ملائكته المقرّبين لنص رتكم أجمعين .

 

Windows / Mac